في الحديث الشريف من «سن سنة سيئة فإن عليه وزرها ووزر من عمل بها».. ولا أدري لماذا ابتدعت شركة الراجحي للصرافة – ولا أقول سنت – هذه البدعة بدعة تخصيص مكاتب نسائية لاستقبال النساء وحدهن بينما أن النساء إن كن قد عدمن الرجال أو حتى لم يعدموهن أحوج ما يكن إلى بقالات نسائية ومعارض ملابس نسائية ومحلات مجوهرات نسائية ومعارض موبيليا نسائية إلخ إلخ ولعل الصيرفة آخر ما يحتاج إليه النساء.
إنني أعتقد أن هناك مئات المحلات ممن تتعامل مع النساء يتحفزون إلى ظهور هذه البدعة كي يقتدوا بها وتتحول أكثر معارضنا ومحلاتنا بالشوارع العامة محلات نسائية وتتزاحم البنوك على اجتذاب العميلات بتعيين النساء ويزداد عدد المتسكعين من الشباب حول هذه المحلات التي يتردد عليها الموظفات والعميلات عند دخولهن وخروجهن ومن يدري فقد يندس بين النساء بعض الشباب الذي لا يستطيع الإنسان أن يفرق بينهم وبين الفتيات عندما يحلقون ذقونهم وشواربهم ويرسلون شعورهم ويسرحوا تسريحات نسائية ويرتدون القمصان المحزقة والبناطيل المنسقة ويحلون معاصمهم بالأسورة وأجيادهم بالسلاسل الذهبية.
إني لا أريد أن أستعدي أحداً ولكني أريد أن أناشد شركة الراجحي وأصحابها من خيرة الناس ألا يفتحوا هذا الباب المقفل إذ أن ظهور النساء لقضاء حوائجهن في كثير من الشوارع أصبح مألوفاً وآمن من ظهورهن في محلات خاصة وحاجتهن إلى محلات الصرافة أقل بكثير من حاجتهن إلى المحلات الأخرى والتي تضطر منهن لقضاء حاجتها بنفسها إذا احتشمت لن تجد من يضايقها أو يعاكسها بل سيفسح لها الرجال عن مواقعهم ويقدمون لها كل مساعدة والله من وراء القصد..
ابتزاز كريه
أجل ابتزاز كريه ما كان ينبغي للصحافة العربية أن تجاري فيه الصحافة الأجنبية فأنا لا علاقة لي بالأستاذ عدنان خاشقجي حتى ولا معرفة ولم ألتق به قط ولكني أشعر بالتقزز وأنا أقرأ ما تنشره الصحف العربية من تفاهات مطلقته الإنجليزية ومحاولتها ابتزازه كثري عربي رغم العشرة الطويلة التي أنجبت فيها منه خمسة أولاد هم الآن في سن الشباب ويتأذون بالغ الأذى بما تفعله والدتهم مع والدهم وهي غير عابئة بما تسببه لأولادها من أذى دون مبرر.
كيف تستبيح الصحافة العربية أن تنشر كلام هذه الزوجة التي داست برجليها على حقوق العشرة والرفقة الطويلة في سبيل كسب رخيص فالمال الذي تتطلع إليه هو مال أولادها وهي التي ضاقت بالحياة مع زوجها بعد أن زادت مشاغله كأي رجل من رجال الأعمال في البلاد العربية، ثم راحت تزعم أنها شريكة زوجها في ماله وتطالبه بنصف ثروته وهي لم تتزوجه فقيرا ولا مبتدئا بل بطالب من أسرة ثرية معروفة بالمملكة وهي عاملة سنترال لا تملك شروى نقير فكيف تصبح شريكته وصاحبة حق في نصف ماله؟!!
ليس في قضية الأستاذ الخاشقجي ومطلقته ثريا فضيحة تتسلى بها الصحافة العربية وتهتم بأخبارها فالقضية لا تزيد على أن مسلما تزوج بكتابية – وربما تكون أسلمت ظاهرا – ثم عاجزا عن مواصلة الحياة تحت تأثير ظرف من الظروف سواء جاء الخلف من الزوج أو الزوجة فافترقا كأي زوجين وفق تعاليم الإسلام "فعاشروهن بمعروف أو فارقوهن بإحسان".
إنني معجب جداً بالأستاذ الخاشقجي الذي لم يرد ولم يعلق على هذه التفاهات مراعياً أدب الإسلام. ولا تنسوا الفضل بينكم واقتناعاً منه بسخافة الدعوى فهو مسلم وتزوجها على دينه ونظام بلده وليس على حكم بريطانيا وقضاة بريطانيا فلتكف صحفنا العربية عن تشجيع هذا الابتزاز الرخيص من مطلقة لم ترع حقوق المودة السابقة ونسيت الفضل القديم وتناست واجبها حيال أولادها وأعماها الطمع في المال عن كل القيم والمثل وأغراها الحاقدون الطامعون بالجري وراء السراب.
قلت هذا الكلام ونحن نتحدث في مجلس عن تعلق بعض صحافتنا العربية بالتفاهات والأمور الشخصية للآخرين وجريها وراء الفضائح أكثر من جريها وراء الحقائق فانبرى لي أكثر الحاضرين صارخين: ولماذا تكره له ذلك؟! ولماذا لا تشمت مع الشامتين به؟! هل سمعت أو قرأت لهذا المواطن عن مشروع خيري أو صناعي أو استثماري داخل بلده؟! هل سمعت عنه غير أخبار تنقلاته على الطائرات الخاصة واليخوت وحياة الترف التي يعيشها؟!
قلت هذا شئ وهذا شئ ورحم الله والده الدكتور محمد الخاشقجى الذي كان وطنيا بحق وحقيق فقد كان أول من أسس عيادة أشعة بمكة المكرمة وأول من أنشأ مشروع إنارة مكة بالكهرباء يوم كنا نعيش على الفوانيس والقمريات وأول من أسس شركة الجبس الأهلية بالرياض وظل طوال حياته يعيش داخل بلده ويهتف بحياته حتى اضطره المرض إلى السفر والعلاج بالخارج.
وهدى الله ابنه عدنان للعودة إلى بلاده وسداد دينها في عنقه واستثمار ثروته بها حيث الأمان والربح الوفير والكرامة فأكثر الناس يذكرون الدكتور محمد الخاشقجى بكل خير بما قدم لبلده بينما لا يذكر عدنان إلا مقرونا بقضية مطلقته ودعاواها ومذكراتها ومحاولتها ابتزازه.
فهل يفعل؟! نرجو والله الهادي إلى سواء السبيل.
أبشر بطول سلامة يا مربع.
تذكرت هذا العجز من البيت الشعري العربي الذي يقول صدره "زعم الفرذدق أن سيقتل مربعا" وأنا أقرأ تصريحا لزعيم عربي يقول فيه أنه يخطط للقضاء على الدعوة الإسلامية في بلده.. تذكرت ذلك وتذكرت ماذا فعل فرعون مصر الهالك بدعاة الإسلام في بلده وكيف أعلن الحرب على الإسلام من موسكو إرضاء لأصدقائه أعداء الإسلام فبقي الإسلام في مصر واستمرت دعوة الإسلام قائمة وعقيدة الإسلام ثابتة لم تزعزعها السجون ولا صنوف التعذيب الهمجي الذي تقشعر من ذكره الأبدان وذهب أعداء الإسلام وطواهم النسيان وسيطوي كل من يريد بالإسلام شراً فقد تكفل بذلك رب العزة إذ قال ﴿إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون﴾ و ﴿وإنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد﴾ ﴿وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم، وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم، وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا، يعبدونني لا يشركون بي شيئا، ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون﴾.(سورة النور 55)