بعض المباني المدرسية بمكة – بنين وبنات – تعاني من القدم أحياناً ومن سوء الموقع أحياناً أخرى ومن فقدان المرافق الضرورية للمدارس كالأفنية بعض الأحيان وثالثة الأثافي سوء حالة المواصلات إليها وخاصة بالنسبة لصغار التلاميذ والتلميذات في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة.
وأصحاب العقار لا يفضلون التأجير على المدارس لما يفعله الطلاب في المباني من تلفيات ويتهربون من ذلك وتظل المدارس على وضعها السئ إلى أن تقوم الوزارة والرئاسة بإنشاء مباني خاصة بها والأراضي الخالية غير موجودة إلا في خارج العمران.
ومباني المدارس في نظرنا أهم بكثير من مواقف السيارات بلا شك فإذا أجزنا نزع الملكيات من أجل إنشاء مواقف السيارات فإننا أحوج ما نكون إلى نزع ملكيات من أجل إنشاء مدارس في كل محلة لأن وجود مدارس لأبناء وبنات كل محلة تكفينا مشاكل المواصلات والأمطار وبالتالي تكون منشأة على نظام مدرسي مريح.
وليس بالضرورة أن يجرى نزع ملكيات قائمة أو جديدة فإن في كل محلة خزانات ومباني قديمة ومباني من دور واحد يمكن تشكيل لجنة للبحث داخل المحلات بالتشاور مع العمد وأعضاء المجالس البلدية لاختيار الأنسب والأصلح والأقل ضرراً واقتراح انتزاع ملكيته لإنشاء المدارس عليه.
إننا نرجو أن تدرس وزارة المعارف وإدارة تعليم البنات هذه الفكرة تمهيداً لتنفيذها والله الموفق.
صحافتنا
ليس هذا دفاعاً عن صحافتنا ولا صحفيينا بقدر ما هو إنصاف للحقيقة فقد رمى الأستاذ عبد الله جار الله المالكي صحافتنا بأنها نسخة واحدة فهذا شئ واقع وملموس ولكنا لا نتعجل اللوم لعل لها عذر. ونحن نلوم وأبسط عذر أن الاجتهاد في إعلامنا غير مسموح به والتنوع وليد الاجتهاد ومصادر الأخبار واحدة.
وأما عن الشجاعة فإننا نعتقد أن واقع عالمنا العربي كله لا يسمح لصحفي محلي أن يسأل بنفس الجرأة والحرية فهذا شئ واقع وملموس ولكنا لا نتعجل اللوم لعل لها عذر. ونحن نلوم وأبسط عذر أن الاجتهاد في إعلامنا غير مسموح به والتنوع وليد الاجتهاد ومصادر الأخبار واحدة.
وأما عن الشجاعة فإننا نعتقد أن واقع عالمنا العربي كله لا يسمح لصحفي محلي أن يسأل بنفس الجرأة والحرية التي يسأل بها صحفي أجنبي مسئولاً في بلد ما وهذا ما هو مشاهد وملموس ليس في بلدنا فقط بل في كل البلاد العربية التي وصلت صحافتها إلى الذروة.
لقد قال سليم اللوزي للدكتور خليل رئيس وزراء مصر عندما لم يعجبه رده على سؤاله.
أنت بتغطي ولا إيه؟ وفي معرض أسئلته له قال: لقد كسرتم الحاجز النفسي مع إسرائيل لتقيموا بدلاً منه حاجزاً نفسياً مع العرب.
فهل تتوقع من أي صحفي مصري مهما بلغت شجاعته أن يقول مثل هذا الكلام لرئيس وزراء مصر؟ وإذا فرض وقال هل تتوقع رداً عليه وينشر أيضا بصحيفة مصرية؟ لا أظن إن لم يعتبر قلة أدب يعاقب عليها.
الأطفال والمسجد الحرام أيضاً
لقد طفر الدمع من عيني وأنا أقرأ تعليق الصديق الأستاذ على حافظ على كلمة سابقة لي عن منع الأطفال من دخول المسجدين المكي والمدني وهو يورد وقائع من تاريخ الإسلام عن مقام الطفولة والأطفال وتأثيرهم في نفس عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - الذي عرف قبل الخلافة بالشدة والحزم فلما ولى أمر المسلمين رق قلبه حتى لم يعد يتحمل بكاء الأطفال.
ولا أدري متى يرق قلب هؤلاء الذين يقفون على أبواب المسجد الحرام يمنعون الأطفال من دخوله بغلظة وفظاظة هداهم الله ورقق قلوبهم لعلهم لا يعلمون.