بدأت حملة التفتيش على المتخلفين من أول الشهر وبدأت مع ذلك بعض التصرفات المأساوية التي وقع مثلها في العام الماضي وكانت موضع النقد اللاذع والشعور الحزين.
بدأ المسئولون عن الحملة يجمعون الناس وإلقائهم في السيارات بصورة أقل ما توصف بها لا إنسانية ولا أدرى عما إذا كان صحيحاً أن رجال الحملة يتقاضون مكافأة على كل مقبوض عليه أم غير صحيح إن الإقدام على القبض ورفض الاستماع إلى أي كلام قد يؤكد أن من المآسي أنهم يقبضون – وفي أول يوم – على كل من لم يحمل إقامة ويرفضون إخلاء سبيله ولو أحضر له أهله أو كفيله الإقامة ويصرون على إيداعه السجن بحجة أنه قد ركب السيارة ولا ينزل إلا في معتقل العزيزية!
سائق سيارة خبز ألقى القبض عليه رغم أنه يحمل رخصة سواقة رسمية وهي تثبت الهوية والإقامة إذ لا يمنح الرخصة إلا المقيم رسميا.
وعامل أكد لهم أن لديه إقامة في البيت وله عائلة وأولاد وقد نسيها عندما غير ملابسه فرفضوا الاستماع إليه واعتقلوه يوما في العزيزية ثم رحلوه إلى جدة واضطروا أهله وأولاده للذهاب خلفه إلى جدة بالجواز والإقامة.
وقصص كثيرة تضيق عنها هذه العجالة أضعها بين يدي سمو وزير الداخلية وهو الإنسان الكبير فهدف سموه ليس إزعاج الناس جميعا ولكن معاقبة المخالف وحده وعدم حمل الإقامة ليس جرماً يستحق هذا العقاب ويمكن معاقبة من لم يحملها بجزاء بسيط معقول ثم إطلاق سراحه.
أما أن يعتقل ساعات في اللوري تحت وهج الشمس ثم يودع المعتقل ثم يرحل إلى جدة فإنها عقوبة قاسية تمس كرامة الإنسان.
فإليك يا صاحب السمو ارفع هذه الشكاة وأرجو أن تتبناها بقلبك الكبير وفقك الله وسدد خطاك.