الثلاثاء, 20 سبتمبر 2011 18:05

حديث الخميس

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

"محاسبة النفس" أمر يغفل عنه أكثر الناس، ولو فطن إليها الإنسان وحاسب نفسه أولاً بأول: لما تكرر الخطأ بل لاستفاد الإنسان من أخطائه أروع الدروس وأعظم العظات.

خطب عليه السلام الناس يوما فقال: أما بعد؛ أيها الناس فإنى أحمد الله إليكم الذي لا إله إلا هو، وأنه قد دنى منى حقوق وأنا بين أظهركم. فمن كنت جلدت له ظهراً فهذا ظهري فليستقد منه؟ ألا وإن الشحناء ليست من طبعي، ولا من شأني ألا وإن أحبكم إلى من أخذ منى حقاً إن كان له؟ أو حللني فلقيت الله وأنا أطيب النفس. ثم صلى الظهر. وعاد فجلس على المنبر ليحاسبه الناس فقال له واحد منهم. يا رسول الله: إن لي عندك ثلاثة دراهم فأمر النبي الفضل أن يعطيه إياها. ثم قال: أيها الناس من كان عنده شئ فليؤده، ولا يقل فضوح الدنيا، ألا وإن فضوح الدنيا أيسر من فضوح الآخرة. فقام رجل فقال: يا رسول الله عندي - أي في ذمتي - ثلاثة دراهم غللتها في سبيل الله. قال: ولم غللتها؟ قال الرجل: كنت لها محتاجاً؟ قال: خذها منه يا فضل. ثم قال الرسول: أيها الناس من خشي من نفسه شيئاً فليقم ادع له. فجعل الناس يقومون يعترفون بذنوبهم بين بيدي الرسول وهو يدعو لهم. حتى قام أحدهم فقال: يا رسول الله: إني لكذاب: وإني لمنافق: وما من شيء إلا جنيته، فقام عمر بن الخطاب وقال فضحت نفسك أيها الرجل فقال عليه السلام: يا أبن الخطاب فضوح الدنيا أهون من فضوح الآخرة، اللهم ارزقه: صدقاً، وإيماناً، وصير أمره إلي خير!!

فتعود يا صديقي القارئ محاسبة نفسك بنفسك قبل أن يحاسبك الله على حقوقه وحقوق عباده واذكر عندما تأوي إلي فراشك كل ليلة ماذا اجترحت من سيئات وما ارتكبت من آثام وما اقترفت من أخطاء، و حاول تصحيح أخطائك وستدرك مع الأيام ندرة أخطائك وقلة سيئاتك.

معلومات أضافية

  • العــدد: 1375
  • الزاوية: حديث الخميس
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: البلاد
الذهاب للأعلي