كلمتي اليوم أوجهها إلي سعادة مدير الحج العام ليعمل بما أوتي من صلاحية على إزالة هذا المظهر الذي يسئ إلي سمعة البلاد ويعطي الحجاج عنا صورة لا يرضاها أحد منا وتشوه الصورة الحقيقية للنهضة المباركة التي يلمسها القادم إلي هذه البلاد في كل شيء بفضل رعاية جلالة الملك المعظم لكل إصلاح.
هذه الصورة هي صورة المرتزقة الأجانب في المسجد الحرام من سقاة الزمزم ومحترفي تلقين الحجاج أدعية الطواف.
لقد كثر عدد هؤلاء بشكل مؤذ مضايق وهم ليسوا من السعوديين ولن يتصور حاج من الحجاج ممن يتضرر بوسائلهم في التعرض للحجاج لسقياهم أو تطويفهم أنهم ليسوا من أهل البلاد.
إن محترفي التطويف منتشرون حول المسجد الحرام وعند كل باب وعند كل موقف سيارة ولا يكادون يرون محرماً حتى يجتمعوا حوله يتجاذبونه كل يريد الاستئثار به حتى تضيق نفسه.
أما محترفي السقاية فإنهم يضايقون المصلين ويتخطون رقابهم ولن يذهب واحد إلا يتبعه آخر. إن هذا المنظر لن يرضي أحداً.
ومسألة الارتزاق وضرورة السماح لكل إنسان يريد أن يعمل ليعيش لا أظنها تفرض علينا أن نتغاضى عن هذه الصورة فأبواب الرزق ولله الحمد في هذه البلاد كثيرة متيسرة وليس شرطاً أن يطلب جميع الناس الرزق في طريق واحد وبوسيلة واحدة.
إن هؤلاء المرتزقة بالسقاية والتطويف ينبغي أن يساقوا طوعاً أو كرهاً إلي الخدمة في البيوت والدكاكين فتلك في رأيي أشرف لهم وأكرم من هذه الصفاقة في التنافس على الحجاج من ناحية ومن ناحية أخري فالبلاد في حاجة إلي مثل هذه المهنة مهنة الخدمة.
وشيء آخر يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار هو أن أكثر هؤلاء المرتزقة بالتطويف لا يجيدون الأدعية ويلحنون فيها لحناً مزرياً باللغة العربية وفي هذا ما فيه من الإيذاء.
والذي أريد أن أقوله هو أنه لا بد من تحديد عدد من يسمح لهم بمهمة التطويف والسقاية بما فيه الكفاية أولاً ثم منع محترفي التطويف من الخروج من المسجد والتعرض للحجاج قبل نزولهم من السيارات والتسابق عليهم والتنافس بل يخصص لهم مكان أو أمكنة مع مراقب عليهم ليتقدموا بالتناوب لعرض خدمتهم على الحجاج القادمين للطواف في هدوء وبأدب ومثل ذلك يتخذ مع المرتزقين بالسقاية على أن يمنعون من تخطى رقاب المصلين وعدم اختراق الصفوف بمجرد الآذان من كل صلاة وتقتصر وقت سقايتهم على ما قبل الآذان.