هؤلاء المخدوعون!
يستولي الغرور على عقول بعض كتابنا من ناشئة الصحفيين فيتصورون أنفسهم (دونكشوت العصر الحديث) فيديرون معارك في الهواء "ولا يرمون أنفسهم من قامة" كما يقول المثل العامي عندنا فيخيل إليهم هذا الغرور أنهم بلغوا مبلغ فلان وعلان ممن يسمونهم بالكتاب الأحرار. الأحرار في الأدب الأباحي والإلحادي!! متجاهلين أن هذا الحكم يجب أن يكون من غيرهم لا منهم ناسين النتيجة الحتمية لكل مغرور..
والصحافة- كل صحافة - دائما تمني بمثل هؤلاء المغرورين ولكنهم كالزبد يذهب جفاء ولن يبقي إلا ما يمكث في الأرض.
ولقد منيت حراء - وما أكثر ما تمني هذه الصحيفة بنفر من هؤلاء فالمؤمن مبتلي كما يقولون - ولكنها صبرت ولم تبدأ بعدوان تمشيا مع المثل العامي القائل: أصبر على جار السوء إلخ فكان لها ما أرادت وأذهب الله عنها الزبد..
لقد تلقت (حراء) إخباريات عن بعض كتابها الناشئين وسرقاتهم من محاضرات الجامعة، كما تلقت رسائل تأنيبية على ما ينشر فيها أحيانا من تفاهات بعض من يعتبرون أنفسهم كتابا يشار إليهم بالبنان، كما استمع رئيس التحرير إلي مطالب كثيراً من القراء لإهمال بعض ما يكتبه الكتاب الناشئون ولكن (حراء) ورئيس تحريرها الذي يدرك كيف تعلم الكتابة وكيف تدرج في إجادته، وما هو أثر الصدمة لمثل هؤلاء الكتاب لو جابههم بحقيقة أمرهم كان يتلطف معهم ويدعوهم إلي الإجادة وحسن الاختيار.. ولكن الغرور الذي ملك عقولهم وحال دون إدراك الحقيقة وفهم الأمر ولو أردت أن أستعرض ما تلقته (حراء) من رسائل القراء في هذا الشأن لاحتاج إلي صفحات من (حراء) ولكني أكتفي بآخر رسالة تلقيتها وكانت الدافع إلي كتابة هذه الكلمة:
يقول الكاتب: معكم الحق ولكم العذر فيما فعلتم وأرجو أن تكون هذه خاتمة المهاترات والسرقات التي يموه بها عليكم كتاب تحسنون بهم الظن ثم لا يلبثون أن يفضحوا أنفسهم وأرجو أن تكون العاقبة لغيره.. ممن لا يشرف (حراء) أن تغثى نفوس القراء. بما لا يتقيؤون به من تافه القول..
هذه خاطرة من الخواطر الكثيرة التي تجول في نفسي أخرجتها إلي الورق رسالة القارئ الصديق أرجو أن تكون فيها عبرة ودرس لكل مغرور يظن نفسه شيئاً مذكوراً فيحاول التخفيف من غلوائه فإن لم يعقل فلينتظر الفشل حيثما حل كما فشل من قبل،.