السبت, 05 فبراير 2011 09:28

مؤسسة عامة للخبز

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

لا أظن أحداً من المسئولين في أمانة العاصمة يستطيع أن يخالفني الرأي في أن حالة الخبز في عرفات ومنى - باستثناء إنتاج مخابز بدر - كانت وصمة في جبين هذا البلد وأن أمانة العاصمة – وأقولها بصراحة - لم تؤد واجبها حيال هذه الحالة المؤسفة.
نعم كانت وصمة من حيث الإنتاج وحيث السعر فقد كان صاحب المخبز يدخل الرغيف ليشم رائحة النار ثم يخرجه (مشلوطاً) لا نيئاً ولا ناضجاً ولكنه مذبذب بين هذا وذاك لأنه يريده ثقيلاً في الوزن ليكفل اتفاقه مع الوزن المطلوب..
أما كيف يؤكل؟! ومن يأكله؟!
والنتائج المرضية «بفتح الميم والراء» التي ستحل ببطون آكليه فإن ذلك آخر ما يمكن أن يفكر فيه الفران .
إن تحكم بعض أصحاب الأفران في مكة وعدم اكتراثهم لسمعة البلاد وكرامتها وسخط الحجاج والمواطنين ينبغي أن يوضع له حد!
وأنا عندما أطالب بوضع حد لتصرفات أصحاب الأفران لا أقصدهم وحدهم بل وكل مستغل وجشع من أصحاب المقاهي وباعة المرطبات والثلج والمطاعم وكل شيء تعود بائعوه رفع سعره رفعاً جنونياً.
ولكن البدء ينبغي أن يكون بالرغيف فهو أس العيش فإذا ما ضمناه للحاج والمواطن بالسعر المعقول أمكننا أن نضع حداً لكل محاولة استغلالية.
ولقد أثبتت التجارب مراراً ترابط الفرانة وتماسكهم وإصرارهم على التحكم في السعر والوزن فإذا ما أجبروا على سعر أو وزن عادل اتخذوا من سوء المادة وعدم النضج وسيلة لإشباع غريزة الجشع نكاية بالمواطنين الذين يطالبونهم بالاعتزال.
ومكة وحدها هي التي تكتوي بنار أصحاب الأفران وتحكمهم لظروفها الموسمية ولن تنتهي هذه المأساة التي تتكرر كل عام وستظل وصمة في جبين أبناء هذا البلد إلا إذا أسست شركة مساهمة كبرى أو مؤسسة حكومية تتعهد بتقديم الخبز على مختلف أنواعه بأسعار وأوزان محددة وحالة جيدة في جميع الظروف والأحوال على أن تساعدها الدولة بمعونة إذا ما ثبت أنها في حاجة إلى المعونة في بعض الظروف..
إن جميع أصحاب الأفران الحاليين يمكنهم المساهمة في هذه الشركة والاستفادة من أرباحها المحققة .. المساهمة المادية والعملية ولن يتضرر من قيامها أحد ولكن يستفيد الجميع وتنمحي هذه الوصمة ويجد المواطنون والحجاج خبزاً نظيفاً ناضجاً مصنوعاً من مواد جديدة مغذية بدلاً من هذا الخلط في أنواع الدقيق وضعف نسبة «البروتينات» في كثير من أنواعه..
إنني أدعو أثرياءنا – وما أكثرهم ولا أريد أن أسمى أحداً منهم إلى تبنى هذه الخدمة الوطنية الكبرى التي تفوق في كسبها الوطني أرباح صناعة المياه الغازية التي مازال البعض يتسابق عليها.
والندوة مستعدة أن تكرس كل جهودها للدعوة إلى قيام هذا المشروع ومناقشة فكرته وتفنيد كل دعوة معوقة له.
وحبذا لو تبنى أمين العاصمة الدعوة العملية إلى قيامه وعمل الدراسات اللازمة له ثم الإعلان عنه وعن مساهمة الأمانة فيه بنصف أو ربع رأس المال وطرح باقي الأسهم لأصحاب المخابز ثم لغيرهم من المواطنين.
فهل يفعلها ويضيفها إلى صالح أعماله؟!
نرجو...

صالح محمد جمال

معلومات أضافية

  • العــدد: 7
  • الزاوية: صباح الخير
  • تاريخ النشر: 18/12/1382ﻫ
  • الصحيفة: الندوة
الذهاب للأعلي