الثلاثاء, 20 سبتمبر 2011 19:18

شئون .. وشجون

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

تتقبل جهازات الدولة على مختلف درجاتها ما توجهه إليها الصحافة من نقد أو ملاحظات على مختلف درجات حرارتها بصدر رجب وتستجيب لما تعرضه الصحافة من مطالب الجمهور، وفيما نشر من تعقيبات واستجابات وتصحيحات صادرة عن المسئولين أكبر دليل على ما نقول ولم تترك الصحافة ملاحظة إلا أبدتها ولا نقداً إلا عرضته، وبقي علينا أن ننتظر الأثر الفعلي لتلك الملاحظات والنقدات مع إعطاء الفرصة الكافية – زمناً وإمكانيات -

أما بعض الشركات والمؤسسات والأفراد فإنهم يرون أنفسهم فوق مستوى النقد والملاحظة ويتساءلون في كبرياء: ما هي الصحافة؟ ومن هم الصحفيون؟ ويقيمون الدنيا ويقعدونها، ويهددون ويوعدون وينذرون ويخطرون.

فإذا أبدت الصحيفة ملاحظة على وزارة من الوزارات تلقت من الوزير تحية وتقديراً وتصحيحاً للوضع أو الفهم..

والويل كل الويل إن كانت تلك الملاحظة على شركة من الشركات أو مؤسسة أو فرد ممن لأعمالهم صلة قوية بالجمهور والسباب ينهال على رأس الصحيفة والقائمين عليها والاتهامات تكال لها جزافاً وبدون منطق والأذناب والمحاسيب، المأجورين يرددون نفس السباب وعين التهم..

لقد شاء الله أن يكون من نصيب "حراء" نشر بعض الملاحظات والكلمات عن بعض الشركات، والمؤسسات انتقدت تلك الكلمات تصرفات بعض الشركات ولامت البعض لعدم توفيرها قطع الغيار لما استوردته من سيارات والأضرار التي لحقت بمن اقتني تلك النوع من السيارات، ومؤسسة قيل أنها في حاجة إلي كذا وكذا.. فماذا كانت النتيجة ؟ تحامل وحقد وخصومة فماذا تعلل هذه الظاهرة الخطيرة، ظاهرة إمكان نقد الصحافة لكل مصالح الدولة.. وحظر توجيه شيء من ذلك إلي بعض الشركات والمؤسسات؟ أهي الاعتقاد أن الثروة والوجاهة يجب أن تكون درعاً واقياً لتصرفاتهم مهما كان فيها من الخطأ؟!

ليس هذا صحيحاً فالوزارات، والمصالح الحكومية لها من الحصانة الرسمية ما يجب أن يقيها كل نقد أو ملاحظة ومع ذلك تتقبل وتستجيب وتصحح..

أم التصور أن مكانة بعض المساهمين في بعض الشركات أو المؤسسات في الدولة أو المجتمع يجب أن تحميهم من تطاول الصحافة على المصون مهما انتهك في هذا الحرم من حرمات الآخرين؟ ومثل هذا التصور في اعتقادنا مجرد وهم فأصحاب المكانات المرموقة في المجتمع لن يقبلوا أن يبسطوا حمايتهم على المستغلين والمغالطين وسيتخلون عنهم يوم تنكشف الحقائق ،وتظهر خفايا الأمور، وهم في الوقت نفسه أعضاء في هذا المجتمع سينالهم قسط بطريق مباشر أو غير مباشر من أضرار التمادي في الخطأ والسير الملتوي.

وبعد فإن "حراء" ترجو من جميع الشركات والمؤسسات وكل من له صلة بالجمهور أن يروضوا أنفسهم على الاستماع إلي النقد والملاحظات وأن يعنوا بالتعليق عليها وتصحيح الإفهام أو الأوضاع فالرجوع إلي الحق فريضة والاعتراف بالنقص والاعتذار عنه أولى درجات الكمال والكمال بالطبع لله وحده..

أما التحامل والاتهامات والعناد والصمت فإنها معاول في الخفاء تنخر في بنيانهم من أساسه سوف يوقظهم يوم يخر عليهم من فوقهم وقد فات الأوان..

هذه واحدة أما الثانية فهي: أن يدركوا جيداً أنه ليس بين الصحافة - ولا أقول حراء فقط - وبين أي شركة أو مؤسسة خصومة أو ثأر، وما تنشره إنما هو تعبير عن مشاعر الجمهور وتصوير لأحاسيسه بغية الوصول إلى تفاهم فإما اعتذار مقبول معقول وإما اعتراف بخطأ ثم إصلاحه.. هذا هو اعتقادي ويقيني أنه هدف كل زميل من زملائي ممن أوقعهم سوء حظهم - أو حسن حظهم لا أدري - في هذه المهنة، مهنة البحث عن المتاعب كما يسمونها ومن الله نستمد العون ونستلهم الرشد.

معلومات أضافية

  • العــدد: 22
  • الزاوية: شئون وشجون
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: حراء
الذهاب للأعلي