ما كنا نود من الشقيقة إيران أن تبدأ مرحلتها الجديدة بنصب المشانق وإقامة المذابح والانشغال بالبحث عن فلان والمطالبة بتسليم علان وإرسال فرق فدائية لممارسة الاغتيال والقتل خارج إيران ومصادرة أموال فلان وإنشاء المحاكم والمحاسبات والانشغال بهذه الأمور الثانوية والتي يمكن أن تأتي فيما بعد. عن إصلاح الأوضاع الداخلية وإعادة الحياة الطبيعية إلى البلاد واقتصادها وأمنها. على غمرة الحماس هذا واختلاط الحابل بالنابل واندساس ذوي الأفكار المنحرفة والمبادئ الهدامة بين الصفوف ما يعرقل تحقيق الأهداف الحقيقية – فقد عرفنا هذه الروح الانتقامية الحاقدة في الحركات الشيوعية والماركسية وهي أبعد ما تكون عن روح الإسلام الذي قامت عليه هذه الحركة كما تقول في بياناتها.
فليكن هدف حكام إيران الجدد الإصلاح بكل معانيه بعيدا عن الانتقامات والأحقاد وإثارة الطبقات وإراقة الدماء وإزهاق الأرواح ونهب الأموال لن يؤدي إلا إلى مزيد من هذه الأوضاع وسلسلة من الانقلابات باسم الإصلاح والإصلاح من ذلك براء..
فهل يدرك أخوتنا في إيران هذه الحقيقة؟ وهل ستستقر إيران وشعبها أم تستمر الفوضى ويترحم الإيرانيون على العهد الماضي كما حصل في كثير من الدول الأخرى.
موظفات الجامعة
عندما يستمع الإنسان إلى مظلمة يشعر أولا بمرارة وألم من ظلم الإنسان لأخيه الإنسان وقد استمعت اليوم إلى مظلمة بالتلفون لا أدري مدى صحتها فقد كانت المتحدثة فتاة أحسست مجرد إحساس أنها صادقة وفي كلامها رنة أسى وحزن.
تقول هذه الفتاة أنه مضى عليها وزميلاتها موظفات على بند عمال بقسم الطالبات بجامعة الملك عبد العزيز أكثر من خمس سنوات وفي خلال هذه الخمس سنوات أحدثت عدة وظائف رسمية في كادر الجامعة ولكنهن لم يعين عليها وظللن على بند العمال مجمدات حتى المكرمة الملكية التي زيدت فيها رواتب الموظفين لم تشملهن وقد عجزن من كثرة المراجعة ولكن دون جدوى وطلبن مني إسماع صوتهن إلى معالي وزير التعليم العالي وهن واثقات أنه لن يخيب أملهن في الإنصاف وتحسن وضعهن فالحاجة إلى راتب الوظيفة هو الذي دفعهن إلى العمل.
وأنا طمعا في ثواب من يبلغ حاجة من لا يستطيع إبلاغها أضع هذا الطلب تحت نظر معالي وزير التعليم العالي وأنا أيضا واثق مثلهن بأنه سيهتم بأمرهن ويشملهن برعايته وانصافه وأسأل الله له التوفيق.
رحمة بمرضى النفس.. يا أصحاب الصيدليات
مرضى النفس يلاقون صعوبة بالغة في صرف الأدوية التي يكتبها لهم الطبيب بسبب استقبال أصحاب الصيدليات ومخازن الأدوية بإجابة واحدة: لا يوجد رغم وجوده.. مكالمة هاتفية تلقيتها من قارئ كريم ولما سألته: وكيف؟ قال: إن أصحاب الصيدليات ومخازن الأدوية لا يريدون التحرك والقيام والبحث داخل الصيدلية من أجل دواء واحد وأن وكيل الدواء الذي حفيت أقدامه في البحث عنه أكد لي وجوده عنده وفي جميع الصيدليات ولكن هذه أخلاقيات بعض العاملين في الصيدليات ومخازن الأدوية ولأن الأدوية النفسية غالبا يحظر صرفها إلا بروشتة يتوجب على الصيدلية الاحتفاظ بها ولهذا يتهربون منها.
وأنا أسأل أصحاب الصيدليات ومخازن الأدوية: ماذا يفعل مريض النفس؟! وكيف يحصل على دوائه إذا كانوا جميعا يتآمرون عليه ويعذبونه علاوة على العذاب الذي يعيشه؟! هل أصبحت قلوبهم غوراً من الرحمة! أليست تعب كلها الحياة فلماذا يسارعون على بيع السهل من الأدوية ويتهربون من الصعب؟!
وأوجه رجاء إلى وزارة الصحة لتكليف أصحاب الصيدليات ومخازن الأدوية إلى ضرورة رعاية هؤلاء المرضى فقد يكون مرضهم أقسى من أي مرض عضوي.
وعلى كل فإن الله مطلع وسيعاقب كل من يمتنع عن مساعدة مريض أو يحول بينه وبين الدواء أسوأ عقاب ليحذر الذين يخالفون عن أمره..
مسجد بركة الشامي
هل يعقل – وفي البلاد وزارة الأوقاف مهمتها الأولى تعمير بيوت الله أن يتصدع مسجد من أقدم وأشهر مساجد مكة المكرمة وفي قلبها ويشرف على السقوط ويدعي أهل الخير لبنائه بينما لا تقوم الجهة المسئولة بالوزارة عن مساجد مكة المكرمة للمبادرة بإصلاح هذا المسجد أو إعادة بنائه؟!
إنني أعرف الروتين في وزارة الحج والأوقاف وكيف تمضي السنون وتدور معاملات إصلاح المساجد بين مناقصات وكشفيات وتقديرات. وقد سبق لي أن عقبت على إصلاح مسجد كهذا حتى يئست من كثرة المراجعة إلى أن قيض الله أحد المحسنين فهدمه وبناه.
إن بيوت الله أولى بالتعمير والإصلاح السريع وأملنا في معالي وزير الحج والأوقاف وضع تنظيم يكفل المسارعة بإصلاح أو إعادة بناء أي مسجد يتعرض للتصدع أو الانهيار بعيدا عن تعقيدات بعض الموظفين الذين يتركون المعاملات تغوص في إدراجهم وإذا أرادوا التخلص منها دحرجوها إلى جهة أخرى ثم إلى أخرى.. وأخريات.