الخميس, 13 أكتوبر 2011 14:32

هروب العمال مرة أخرى..

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

منذ ستة شهور تقريباً كتبت أكثر من كلمة عن ظاهرة هروب العمال التي أصبحت تسترعى النظر من كثرة ما تنشره الصحف من إعلانات عن العمال الهاربين من مستقدميهم حتى أصبحوا في نظري يعدون بالآلاف فبعض المؤسسات تعلن عن أكثر من خمسين عاملاً وليس من المعقول أن يظل هؤلاء العمال متعطلين عن العمل بل من المؤكد أنهم وجدوا إناساً بيننا ماتت ضمائرهم وفقدوا الإحساس بمدى الأضرار الذي يلحقونه بإخوانهم المواطنين – يستقبلونهم أحسن استقبال ويأوونهم ويدفعون لهم أجوراً تدفعهم للمغامرة وترك جوازاتهم وعدم التفكير في أية مسئولية تترتب على هروبهم. ولو أن أي عامل هارب لم يجد من يؤويه ويستأجره لما فكر في الهرب أو على الأقل لما استمر فيه.

إن هذا الفريق من المواطنين سواء كانوا سعوديين أو مقيمين مستفيدين من خيرات هذه البلاد الذين يعملون هذا العمل المنكر لا يسيئون إلى المواطنين فحسب ولكن إلى البلاد أيضاً فهم يفسحون المجال لهؤلاء العمال الذين لم يلتزموا بعقود ولم يوفوا بعهود كى يستغلوا البلاد أسوأ استغلال وكأنهم يعلنون للناس في الخارج أن البلاد هكذا التعامل فيها أدخل بأى أجر وبأى وسيلة ثم أهرب وأعمل وأكسب ولن تطولك يد.

إن الاستمرار في الهروب والنشر عنه إغراء لغير الهاربين بأن يهربوا ويكسبوا طالما أن يد العدالة لا تطولهم فمن في مكة يهرب إلى جدة أو الرياض أو الطائف أو أبها أو الدمام والعكس بالعكس.

وفي اعتقادنا أن استمرار هذا الهروب أو الاختفاء سبب رئيسي في ارتفاع الأجور المعقولة السائدة في أكثر العقود لاستقرار الأجور ولكن إتاحة الفرصة للهروب والعمل خارج نطاق العقود سيظل عاملاً في عدم استقرار الأجور.

نكتب هذه الكلمة بمناسبة الحملة الجديدة على المتخلفين ونرجو من سمو وزير الداخلية أن يؤكد على القائمين بها ضرورة محاربة ظاهرة الهروب وعدم الاكتفاء بوجود إقامة لدى الأجنبي بل وأين يعمل وخاصة في حملات النهار التي تجرى في مواقع العمل.

إن الهاربين والمختفين عن عيون مستقدميهم وكفلائهم لا يقلون خطورة عن المتخلفين من الحجاج والمعتمرين والزوار إن لم يكونوا أشد فالمتخلفون يبحثون عن عمل أما الهاربون فناقضوا عهود ومخالفوا عقود وتاركون للعمل طمعاً في المزيد من الأجر.

أما الهاربون من مدينة إلى مدينة فإن من السهل إلقاء القبض عليهم في أي وقت بمجرد الإطلاع على الإقامة أو التأكد من اسم الكفيل وجهة العمل ومصدر الإقامة وفي اعتقادنا أن أكثر الهروب هو من بلد إلى بلد.

إننا نناشد سمو وزير الداخلية محاربة هذه الظاهرة في نطاق اهتماماته التي ما تولت شيئاً إلا وعالجته ونسأل الله له التوفيق.

ورجاء آخر نتقدم به إلى قائد الحملة اللواء جابر عبد الحفيظ وإلى جميع الأخوة القائمين بالحملة أن يغلبوا روح التفاهم والأخوة لئلا يختلط المقيم بالمتخلف فإقامات المستقدمين الآن تحتاج إلى شهر في مكاتب الجوازات لشدة الزحام فليسمعوا إلى من يقل أن له إقامة تحت الإجراء وليتحققوا من صدقه بتكليفه بإحضار كفيله ومستقدمه ويأخذوا عليه تعهداً وكفالة بإحضار الإقامة في الموعد الذي يدعيه أو يستصدروا أمراً على الجوازات بإعطاء كل صاحب معاملة إقامة ما يدل على ذلك لئلا يقع ضمن المتخلفين وهو ليس منهم.

إنني أعتقد أن الأخوة جميعاً طلاب حقيقة وليسوا هواة قبض وسجن وترحيل وما يصيب المتخلف قد يكون أهلاً له لأنه أنذر وقد أعذر من أنذر ولكن ما ذنب المقيم بطريق مشروع أن يعامل بنفس المعاملة إذا كانت إجراءات الإقامة تتطلب وقتاً؟

صورة واحدة من عشرات الصور شهدتها بنفسي أضعها تحت نظر اللواء جابر عبد الحفيظ: عامل مستقدم وعمل منذ أيام وتقدمت المؤسسة التي استقدمته بجوازه إلى قسم الإقامة وبقى لديها ريثما يأتي دوره والضغط شديد على أقسام الإقامة في المملكة وألقى القبض على العامل وهو يلقى خطاباً بالبريد وجاء صاحب المؤسسة ومستقدم العامل يراجع في أمره ويؤكد لهم أن العامل مستقدم وأن إقامته تحت الإجراء وكان يومها خميس تليه جمعة وطلب منهم – إذا لم يكن إطلاقه بالكفالة التحفظ عليه إلى يوم السبت ليحضر لهم الجواز من دائرة الجوازات ولكنهم رفضوا وقالوا أنهم سيرحلوه إلى جده وعليه أن يراجع هناك.. ورحلوه فعلاً.

فهل هذا معقول؟! أو هو جائز؟!

لسنا بهذا نطلب الرحمة للمتخلفين ولكننا نطلب الرحمة للأبرياء فلا يعامل برئ معاملة مذنب والله الملهم للصواب.

معلومات أضافية

  • العــدد: 102
  • الزاوية: رقيب اليوم
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: الندوة
الذهاب للأعلي