الخميس, 13 أكتوبر 2011 14:42

الزواج والمهور أيضاً

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

المشكلة التي نشرت عنها جريدة الندوة الغراء والتي يقول صاحبها أنه خطب فتاة وطلب والدها خمسين ألف ريال مهراً لها وأنه لن يتركها ولو كان مهرها كنوز الدنيا، وينعى على أبيه عدم مساعدته على إتمام هذا الزواج.

هذه المشكلة – في نظري – ليست مشكلة، ولكنها إطاعة هوى نفس.. فأنا لا أتصور أن أباً يستحق أن يصاهر – بفتح الهاء – يطلب لابنته مهراً خمسين ألف ريال أو حتى أقل من ذلك.. فالمتعارف عند الناس أن لا يتحدث أهل العروس عن المهر ولكن العريس هو الذي يعرف قدر مخطوبته فيقدم المهر الذي يليق به وبها.. وأن علي كل زوج أن يعرف من أي طبقة يخطب فلا يتطاول إلى خطبة من لا يستطيع دفع مهرها أو لا يستطيع أن يهيئ لها جواً وبيتاً مماثلاً كالذي كانت فيه..

قد يكون هذا الأب لا يريد هذا الخاطب لابنته لأى سبب من الأسباب، فأراد تعجيزه بهذا المبلغ ولكنه لم يحسن الرد والتصرف.. وأنا مع هذا الأب، لأن الخاطب معترف في رسالته بأنه لا يستطيع الاعتماد على نفسه.. ويقول أن مرتبه لو جمعه لعشر سنوات لا يبلغ خمسين ألف ريال.. أي أن وارده الشهري لا يبلغ خمسمائة ريال.. فكيف يفكر في الزواج ويورط بنات الناس معه؟.. هل يريد لزوجته وأولاده إذا أنجب منها أن يكونوا جميعاً عالة على أبيه..؟

وأنا أيضاً مع أب الزوج الذي نصح ابنه بالعدول عن زواج كهذا ولم ينصحه بترك الزواج أصلاً ويمكن بناءه أن يفرض على ابنه مهر كهذا من المؤكد أنه لا يطلب إلا من مرفوض..

والأعجب من كل هذا أن محررة الصفحة حملت مع صاحب المشكلة على الآباء عموماً ورمت هذا الأب بالجشع وقد يكون له عذراً أو نحن نلوم.. وكان الأجدر أن تلوم هذا الخاطب على تفكيره وإصراره على الزواج من فتاته ولو كان مهرها كنوز الدنيا – على حد تعبيره – على الرغم من أنه مفلس ويطلب مساعدة والده في المهر..

مرة أخرى – أيها السيدات والسادة – لا تلوموا الآباء ولا تقولوا غلاء مهور فما يدفعه الرجل الآن باسم المهر ليس مهراً في الحقيقة ولكنه مصاريف تأثيث بيته.. وأكثر الآباء يزيدون عليه من مالهم.. فلا تظلموهم.. ولكن لوموا – مجانين ليلى – هذا الزمان الذين يظنون أن الزواج نزهة ولا يقدرون المسئولية ولا يجدون إلا الآباء ليلصقوا بهم كل نقيصة.

خطورة الاختلاط

عندما قال الإسلام: ما خلا رجل بإمرأة إلا كان الشيطان ثالثهما.. إنما أراد قبل أربعة عشر قرناً أن يشير إلى خطورة اللقاء بين الرجل والمرأة إلا في الحدود التي رسمها، حدود الزوجية..

والقصة التي نشرتها مجلة النهضة الكويتية أخيراً عن الشاب – 21 سنة – الذي تزوج امرأة عمرها 77 سنة تؤكد نظرة الإسلام النافذة إلى أعماق النفس البشرية.. فقد قالت المجلة أن بدء العلاقة بين الفتى المراهق والعجوز الشمطاء إنما كان عندما رافقته في عربته وأخذت تصرخ كالفتاة الصغيرة وتضفي على العربة جواً من البهجة حتى تلاشت سنين العمر التي تفصلها عن الفتى.. واستمرا في ذلك حتى لم يشعروا بفارق السن وأخيراً تزوجا..

هذه القصة الواقعية تعطينا فكرة عن خطورة الاختلاط غير المشروع ندافع عنه بحجة أنه صغير أو أنها عجوز.. فإن دوافع الجنس في النفس البشرية أقوى من السنين وأقوى من الحواجز، ولهذا قال الإسلام أيضاً: «وفرقوا بينهم في المضاجع لعشر» أي الأولاد.. فلا ينام الذكر بجانب الأنثى بعد هذه السن..

إن هذه الخلوة بين المراهق والعجوز هي التي أوجدت هذا الزواج غير المتكافئ.. زواج الحفيد من جدته، وهو في الحادية والعشرين وهي في السابعة والسبعين.

فهل نفهم حكمة الإسلام ونعمل بها..

الصرف قبل الهدم

هذه هي العدالة التي أمر سمو ولى العهد الأمين بتنفيذها منذ زمن طويل وأكدها سموه الآن بأمره الأخير الذي نشرته الصحف هذا الأسبوع..

ولكن القائمين على الهدميات – هداهم الله – يسارعون إلى الهدم دون مراعاة لهذه الأوامر ويقع المواطنون في مأساة ولا يستطيعون إيصال شكاواهم إلى ولاة الأمر..

إننا هنا نهيب بالمسئولين المنفذين أن يرعوا الله في التنفيذ وما لا ينفذ اليوم يمكن أن ينفذ غداً وتأخير التنفيذ أهون عند الله من إنزال الكرب بعباده..

إلى تجار الفواكه والخضروات

يبدو أن لجان التسعير والبلديات ووزارة التجارة لم تتدخل بصورة جدية مع مستوردي الفواكه والخضروات وتركت لهم الحبل يسعرون كما شاءوا أو على الأصح يتحكمون في الكميات التي ينزلونها كل ليلة إلى الأسواق فينزلونها بكميات بسيطة ليتنافس عليها بائعو المفرق فترتفع أسعارها في الحراج.. ولكنك بعد أيام تجد الحلقة ممتلئة بالفواكه العاطبة فتباع بنصف القيمة أو أقل وأكثرها لا يباع وتمتلئ أطراف الحلقة بالمخلفات والروائح الكريهة..

وأعتقد أن أمانة العاصمة ومراقبوها يؤيدون هذا الكلام ومن لم يصدق فليذهب في أي وقت يشاء ليرى الأكداس المكدسة من الفواكه التالفة والخضروات المعجنة..

لقد غشيت بعض التجار غاشية من الطمع – والعياذ بالله – فأصبحوا يؤثرون تخزين الفواكه والخضروات في الثلاجات حتى تفسد على أن يخفضوا أسعارها ويحققوا الرخاء لإخوانهم المواطنين..

أيها التجار المستوردون للخضروات والفواكه: أرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء وثقوا أن ما جمع من حصاد الاحتكار وإغلاء الأسعار لن يباركه الله بل ستسحقه الأمراض والعلل والآفات..

معلومات أضافية

  • العــدد: 107
  • الزاوية: رقيب اليوم
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: الندوة
الذهاب للأعلي