حملة تحديد النسل بمختلف الطرق القائمة في البلاد العربية والإسلامية بحجة الخوف من الجوع وأزمة الغذاء المنتظرة كما يزعمون هل هي مؤامرة ضد هذه البلاد حيكت خيوطها في الخارج ثم إلتقطها أبناء البلاد أنفسهم ممن يسمون أنفسهم خبراء في شئون الغذاء ومستقبله والاقتصاد وتطوراته؟!
في روسيا دعوة مضادة للإكثار من نسلهم إذ تمنح الدولة نجمة بطولة الاتحاد السوفياتى الذهبية ومعها شيكاً بمعاش شهري لكل امرأة أنجبت عشر أطفال وقد بلغ عدد الأمهات اللواتي منحن هذا الوسام 185 ألف أم خلال الخمسين سنة الماضية.
وآخر من قلدت هذا الوسام ومنحت المعاش سيدة مسلمة من طاشكند تدعى السيدة ظريفة سعيدون.
فهل يقرأ بعض البلاد العربية الإسلامية التي جعلت همها محاربة النسل بدلاً من الاتجاه إلى زيادة رقعة الأرض المزروعة واستنبات الأغذية وصناعتها؟!
إننا أحق من روسيا بتشجيع النسل فقد بشرنا الله جل في علاه منذ أربعة عشر قرناً بما أنزله في محكم كتابه «نحن نرزقكم وإياهم».
إننا ندعو – ونعم الله علينا موفورة – إلى إنشاء مصلحة قبل مصلحة الضمان الاجتماعي تختص بمنح مكافأة شهرية لكل من يتقدم لها بشهادة ميلاد الولد الثالث مع إثبات حياة الولدين السابقين لتكون مساعدة وتشجيعاً عاماً لكل مواطن على زيادة الإنجاب مع وضع خطة سليمة لاستقبال هذا النمو السكاني.
* لا أدرى ما هو تفسير عبارة جاءت على لسان كاتب في صحيفة عربية يبدى فيها إعجابه واستغرابه لنجاح بائعة سيارات في تحقيق بيع عدد من السيارات خلال شهرين لم يحققه زملاؤها من الرجال في أي وقت مضى.
مع أنه ليست في الأمر غرابة ولا ما يدعو إلى الإعجاب فليست هذه أول مرة تستعمل أنوثة المرأة في جذب الرجال فقد سبق استغلالها في عدة مجالات حتى في الإعلانات وأغلفة المجلات ولا أدرى هل يرضى المرأة أن تستغل على هذه الصورة وتعتبر أن هذا مرحاً لها وثناء عليها واعترافاً لها بالنجاح في أعمال الرجال.
إن وضع الرجل أيضاً موضع حيث حاجة النساء سوف تحقق به نجاحاً أكبر وليس وضع المرأة حيث حاجة الرجال هو الذي حقق النجاح فقط وذلك تحكيم قانون الجاذبية بين المرأة والرجل.
والنكتة التي أصبحت مملولة ما يردده دعاة الزج بالمرأة في وسط الرجال واستغلالها أسوأ استغلال من أن قصر نشاط المرأة علي وظيفتها الأساسية وهي إدارة البيت وتربية الجيل تعطيل لنصف طاقة المجتمع وكأن الله الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ووظف كلاً من الرجل والمرأة في عمله المناسب المكمل لعمل شريكه الحياة تحقيقاً للتعادل والنظام لم يدرك ما أدركه حكماء العصر الجديد حينما قال «وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى».
فيا دعاة تصديع المجتمعات كفوا عن هذه الشعارات واتركوا المرأة في عملها الذي هيأها الله من أجله واقرأوا إن لم تكونوا قد قرأتم – ما ينشأ عن زج المرأة في الأوسط الرجالية من مفاسد وخراب وما أصاب المرأة نفسها من بؤس وضياع..