تحدثت في كلمتي السابقتين عن سببين من أسباب زحمة السير وكثرة الحوادث هما فقدان الوعي المروري عند المشاة والسائقين وبعض جنود المرور.. وفقدان اللباقة الكافية لفهم الهدف من الغرامات والجزاءات..
وسأتحدث اليوم عن السبب الثالث وهو فقدان المواصلات العامة التي تخفف من كثرة السيارات الخاصة التي أصبح يقتنيها كل مواطن اضطراراً.
فالمدارس المتباعدة عن البيوت وانعدام المواصلات بالنسبة للطلاب ونقصها الكبير بالنسبة للطالبات من الأسباب القاهرة التي اضطرت كثيراً من المواطنين لاقتناء سيارات لإيصال أولادهم – بنين وبنات.
والمواطنون الذين تبعد أعمالهم عن مساكنهم ولا يجدون مواصلات منتظمة لإيصالهم أول النهار إلى أعمالهم وآخرها إلى بيوتهم اضطروا مكرهين إلى اقتناء سيارات وإلا تعطلت أعمالهم، لقد أصبح أمام باب دار العائلة الواحدة عدد من السيارات سيارة للأب يذهب بها إلى وظيفته أو عمله وأخرى للابن يصل بها إلى مدرسته وثالثة للبنت توصل بها إلى مدرستها ورابعة احتياطي إذا خربت إحدى الثلاث تستعمل وهكذا امتلأت الشوارع والأزقة بالسيارات الرابضة ليل نهار لعدم وجود مواقف.
فلو توفرت المواصلات العامة لإيصال كل إلى عمله أو مدرسته لأمكن الاستغناء عن نصف هذه السيارات إن لم يكن الثلاثة الأرباع.
أما عن المواقف فإنه أصبح من الضروري إيجاد مواقف حول الشوارع المزدحمة وليس من الضروري أن تكون في قلبها بل يكفي أن تكون قريبة منها ولقلة المساحة ينبغي أن تكون على أدوار ولا بأس أن تكون بأجر رمزي لمصاريف إدارة هذه المواقف..
هذه – في نظرنا – هي أسباب الأزمة والحوادث فلنعمل على التغلب عليها ليتحقق لنا مرور سليم منتظم كالذي نراه في البلاد الأخرى دون لجوء إلى مزيد من الهدم ومضاعفة أزمة الإسكان.
والله الموفق..
خبر وتعليق
(1) في جريدة عكاظ خبر يدعو إلى العجب!! يقول هذا الخبر أن سرا إختبار القيادة بالطائف قد بلغ طوله ثلاثة كيلو مترات وأن عدد السيارات 240 سيارة وأن أصحابها يضطرون لتركها في السرا أياماً.
إنها إحدى عجائب المرور على قياس عجائب الدنيا السبع وإلا فلماذا لا يحدد عدد من السائقين لكل يوم ويحدد لكل سائق يوم اختباره بالضبط على أوراقه بحيث يمكنه أداء الاختبار في نفس اليوم المحدد دون حاجة إلى إنشاء هذا السرا الطويل الذي بلغ ثلاثة كيلو مترات والذي يسبب أضراراً للسائقين.
ترى أليس للوقت قيمة في دوائر المرور؟ أم ماذا؟!!
إننا نذكرهم فقط بالقول المأثور: «الراحمون يرحمهم الله»..
(2) خبر صغير نشرته جريدة الندوة وقفت عنده طويلا.. يقول الخبر أن السلطات العراقية أعدمت طالباً أردنياً يوم 24 سبتمبر الماضي بتهمة التجسس لحساب الأردن..
وسألت نفسي هل بين البلاد العربية الشقيقة مجال للتجسس يؤدى إلى الإعدام؟! ولم أجد عندها جواب فتمتمت بيني وبين نفسي: من أجل هذا تتعنت إسرائيل وتشمخ بأنفها وترفض السلام وتهزأ بكل قرار يصدر لصالحنا..