وعدت في كلمتي السابقة عن مواصلة الحديث عن المرور وأود اليوم أن أكمل الحديث.
عندما قلت في كلمتي السابقة فقدان الحزم بتنفيذ العقوبات على المخالفين لم أكن أقصد طلب الشدة أكثر ولكنى أقصد حسن التصرف وتوجيه الاهتمام إلى الأهم من المخالفات بدلاً من إضاعة الجهد فيما لا تأثير له على المشكلة، وكما أطالب بتوعية السائقين أطالب بتوعية جنود المرور فالأكثرية منهم لا يحسنون التصرف مع الجمهور ويستثيرون مشاعرهم بدلاً من توعيتهم ودفعهم لتلافي الخطأ.
حادث شاهدته بنفسي سائق أوقف سيارته بشارع العتيبية بجانب مطعم لتناول طعام الإفطار وليس هناك ما يدل على منع الوقوف وهو يقف كل يوم ولم يعارضه أحد من جنود المرور.
في ذلك اليوم فقط وقف له أحد الجنود وانتظره يفتح السيارة وركب معه لإيصاله إلى إدارة المرور وعبثاً حاول السائق أن يفهمه أنه لا يعرف أن الوقوف هنا ممنوع وأنه لن يقف بعد الآن وأخيراً ذهب معه ومن الساعة الثامنة صباحاً حتى الساعة الحادية عشرة وهو موضوع في غرفة سجن المرور واقفاً على قدميه مع مجموعة من السائقين – صيد ذلك اليوم – ولم يأت دوره في المثول أمام مفوض الجزاءات ليدفع الجزاء المطلوب فهل هذا إجراء سليم؟!.. ومن المسئول عن التعطيل الذي لحق بصاحب السيارة الذي كان لا يدرى أين ذهب السائق ولا السيارة لولا أن جاءه سائق كان ماراً من أمام سجن المرور وأخبره أن سائقه بالسجن.
وحادث آخر: سائق كان يشترى دواء من إحدى الصيدليات بالغزة والسيارة مفتوحة وعندما جاء للسير أوقفه الجندي وأخذ منه رخصة السير وقال له أذهب وأدفع الجزاء وخد رخصة السير من إدارة المرور..
ويا ولد أمشى.. ويا ولد لا تقف ولو كان السائق أكبر من أبيه.
بصرف النظر عن جلوسهم في النقاط في تراخ وأحاديث ودية ولا ينشطون إلا يوم التفتيش عن الرخص وليخالف من يخالف دون أن يحاولوا إنذاره بالصفارة ولو من قبيل التدليل إننا رأيناك هذه المرة فلا تخالف ثانية فإذا توقف السائق ورجع كلمه كلمتين مؤدبتين عن أخطار المخالفة وعواقبها لاستحى السائق ولم يكررها وهذا ما نراه في كل بلاد الدنيا التي زرناها..
أما تنفيذ العقوبات بالطريقة الحالية وهي جمع المخالفين من الأسواق ثم إيداعهم سجن المرور وتركهم تحت رحمة مفوض الجزاءات حتى يحضر ويبدأ في استدعائهم بالدور فإنها في نظري طريقة فيها إهدار لآدامية السائقين وتعطيل لمصالح الناس فإذا كان لابد من إيصال السائق إلى الدائرة فليكن هناك من يستقبله في الحال ليتقاضى منه الجزاء ثم يصرفه..
إن غرس الوعي في نفوس السائقين لمعرفة مالهم وما عليهم وعند جنود المرور لمعاملة السائقين بإنسانية ودون تعالى.. كفيل بتسهيل حركة السير وعدم الحاجة إلى مزيد من توسعة للشوارع لها خلفيات ضارة ليس بالمواطنين فحسب بل بمظهر الشوارع التي ستظل عليها الخرائب والمساكن المتداعية.. وللحديث بقية..