الخميس, 10 نوفمبر 2011 06:23

وقفات رمضانية

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

تبادلها وكأنها مجرد تهنئة بشهر رمضان مع إنها في الحقيقة عبارة تذكير.. بما يجب أن نكون عليه في هذا الشهر الكريم فعلا والذي ورد عنه في الحديث الشريف عن عائشة -رضي الله عنها- إذ قالت إنه شهر الجود وأن النبي -عليه الصلاة والسلام- كان أجود ما يكون في شهر رمضان.

أجل إنها عبارة تذكير والذكري تنفع المؤمنين فلا يقل قائل إنني أخرج زكاة مالي في رمضان أو زكاة الفطر في آخره وهذا يكفي، فإن إخراج الزكاة الواجبة ليس فيه كرم وليس من الكرم بل هو فرض لا مناص منه وواجب لا انفكاك منه ولكن الكرم يتجلى في العطاء. العطاء الاختياري.. العطاء الذي يدفع إليه حب الخير والحرص على إدخال السعادة إلي قلوب الآخرين وخاصة ذوى الحاجات من الفقراء والمساكين والعاجزين واليتامى والأرامل والأقرب فالأقرب من الجيران وذوى القربى والأرحام.

يظن بعض الناس. وبعض الظن أثم. أن الصدقة والإحسان محصورة في الزكاة ويقفون عند إخراجها فقط ويعتقدون أنهم بذلك قد أدوا الحق المعلوم في أموالهم للسائل والمحروم مع أن الواقع غير ذلك فقد أشار القران الكريم والحديث في مواضع كثيرة إلي وجوب التكافل بين المسلمين وضرورة الحفاظ على التوازن بينهم فلا يسود فيهم فقر مدقع ولا غني مبطر.

يقول الله سبحانه وتعالي في كتابه الكريم ﴿ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون. وقد جاءت الزكاة معطوفة على قوله تعالى قبلها: ﴿وآتي المال على حبه ذوى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وهو دليل قاطع على أن في المال حقاً قواعد اللغة العربية التي نزل بها القران.

وليس هذا فحسب بل هناك آيات أخرى في مواقع مختلفة من القرآن الكريم منها قولة تعالى في سورة الحديد ﴿وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير» وقوله تعالي في سورة النور «وآتوهم من مال الله الذي آتاكم.

فلا يقل أحدنا إني قد أخرجت زكاة مالي وكفي فإن فى المال حق غير الزكاة وكما جاء في الحديث الشريف «ما نقص مال من صدقة» فليتفقد كل منا إخوة له وخاصة من ذوى الجيرة والقربى والأرحام في هذا الشهر الكريم ليتفقدهم ويسأل عن أحوالهم ويعينهم فإنها فرصة لا تعوض فقد ورد في الحديث القدسي أن الله سبحانه وتعالى ينادي في هذا الشهر الكريم يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر.

جعلنا الله جميعاً من الساعين إلي الخير والباحثين عنه وجنبنا الشر وسبله إنه سميع الدعاء.

معلومات أضافية

  • العــدد: 2
  • الزاوية: غير معروف
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: الندوة
الذهاب للأعلي