الخميس, 10 نوفمبر 2011 06:36

كلام عن الصحافة

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

«إن أمامك نوعين من الصحافة للاختيار بينهما أولهما نوع لا يعترف بالواجب الاجتماعي ولا يعتبر القيم الأخلاقية، وهدفه الوحيد الربح المالي، وعلى الصحافي من هذا النوع أن يفاخر بنفسه...

على أن نجاح صحافي كهذا لا يختلف عن نجاح من يجني المال ويخسر احترام رفاقه له..

فادخل ذلك النوع من الصحافة إذا كنت راغباً في النجاح السريع البراق، ولكن ابق بعيداً عنه إذا كنت تعتبر احترامك لنفسك جوهرة غالية الثمن مهما كنت فقيراً، تسير في الشوارع وتحفر الترع، وتغسل الصحون.

أما النوع الآخر من الصحافة فهو جمع الأخبار من مختلف أرجاء الأرض وتهيئتها للنشر تهيئة حريصة مع تجنب العناوين المثيرة واللغة العاطفية والحرص على تفسير الأخبار بصدق وتجرد وجرأة وبلا محاباة لأي حزب أو جماعة أو طبقة أو مؤسسة وثق أن الربح في النهاية موجود في هذا النوع أكثر ما هو في النوع الآخر هذا إلي جانب النجاح والرضي والسعادة.

لذلك فكر أيها الحبيب جيداً وقرر لنفسك وعندما تقف على مفترق الطرق يمكنك أن تذهب يميناً أو شمالاً: ولكن ما أن تسلك إحدى الطريقين حتى يتعذر عليك التبديل».

هذه فقرات اقتطفتها من نصيحة مطولة للمستر وليم ألن هوايت رئيس تحرير صحيفة أمبوريا وجهها إلي طلاب الصحافة. رأيت أن أسوقها اليوم إلي من احترفوا الصحافة ومن يفكرون في احترافها ليدركوا أن مهمتهم صعبة وأن جمهور القراء أكثر وعياً مما يتصورون، وأن أي اعوجاج يعترى سلوكهم سيهوى بهم إلي مكان سحيق.

وليحذروا المتاجرة السوداء والتسول بالصحافة فكلنا يعرف المصير الذي انتهت إليه الصحف التي كانت تتاجر وتتسول وتنافق يوماً وتهاجم يوماً في البلاد المجاورة وترفع من شأن من تشاء من أثريائنا - بقدر ما يدفع - وتهمل الآخرين دون التفات إلي المساوئ أو المحاسن الحقيقية ولا حاجة بنا إلي ذكر الأسماء فأكثر القراء يعرفونها ويعرفون كيف كانت الأيدي تتخطفها بمجرد وصولها فلما انكشف أمرها أعرضوا عنها وانتهي أمرها إلي الأبد.

إن الصحيفة التي تنفث شرورها للتخويف وجر المنافع عمرها قصير جداً فالشر لا يمكن أن يولد خيراً والصحيفة التي تقيم دعائمها على العرق والكد والثقة بالنفس - وقبل كل ذلك الإيمان بالله - هي الجديرة بالبقاء والنجاح.

أما المعونات والمساعدات والصدقات - غير الحكومية طبعاً - فإن محلها الملاجئ ودور اليتامى والفقراء والمساكين.

معلومات أضافية

  • العــدد: 30
  • الزاوية: يوميات الندوة
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: الندوة
الذهاب للأعلي