الخميس, 10 نوفمبر 2011 06:37

ليس على وجه الحق غطاء

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

إلي الذين يسيئون الفهم... أو الذين لا يفهمون...

سياسة النعام هذه التي نلجأ إليها دائماً في إخفاء نقائصنا والتستر على معائبنا.. هل هي في مصلحتنا، أم إنها من أهم أسباب زيادة النقائص وتفشي المعايب؟!

رأيي أنا- وقد يعتبره البعض شاذاً- أن هذه السياسة التي يدعو إليها الكثير منا ويقابلون من يكتب عن معائبنا ونقائصنا بالاستياء والامتعاض، سياسة خاطئة اثبتت التجارب أن ضررها أكثر من نفعها ثم أدت إلي مزيد من النقائص وانتشار المعايب.

إن كل مجتمع- مهما كان مستواه الخلقي- لا يمكن أن ينجو كلياً من وجود منحرفين وضالين وشذاذ، ولن يجرح كرامتنا أو يمس قداسة بلادنا إذا وجد بيننا شاذ أو منحرف أو ضال فبادرنا بالدعوة إلي إصلاح هذا الضال أو معالجة هذا المنحرف بالإرشاد أحياناً وبالعقوبة الرادعة أحياناً أخرى وإذا كان الإسلام عندما أراد معالجة الجريمة واستئصالها من الجذور شرع " وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين " هدف من ذلك إلي العبرة والزجر ولم يكتف بالعقوبة وحدها فلماذا نحاول نحن التستر على الجرائم وعدم إشهار حوادث الانحراف والضلال والعقوبات الناجمة عنها؟!

لماذا نتستر عليها ونترك الإشاعات تحرف الحوادث فتشكك الجمهور فيها ويعتبرونها مجرد إشاعة وتمر الحادثة المروعة دون أن يعتبر بها معتبر أو يتعظ بها متعظ أو يتنبه إليها الآخرون فلا تتكرر؟!

منذ ليال قليلة مررت بمنطقة من مناطق الشرطة وسمعت عند بابها حديثاً مروعاً من حوادث الانحراف والضلال الخلقي بطله أحد السائقين الرقعاء فلم أنم تلك الليلة من جراء الألم وكظم الغيظ الذي كنت معه أود تمزيق هذا المجرم إرباً إرباً لو كان لي من الأمر شيء...

وعندما نشرت الندوة كلمات تنبه فيها إلي حوادث ما تزال خفيفة وقليلة حول مدارس البنات.. نهدف من نشرها أن يتعاون البيت مع المدرسة في صيانة هذا الجزء من شرفنا وكرامتنا وحمايته من أشرار المجتمع، وإدراك الخرق قبل أن يتسع على الراقع ويستعصى العلاج على الطبيب.

عندما فعلت الندوة ذلك قامت قيامة فريق من الناس يلوموننا على هذا التذكير والتنبيه..

وهذا الفريق – وهم قلة والحمد لله - بين أمرين:

إما أن يكونوا في غفلة عما يجري ولا يدرون شيئاً عما يرون ومن حقنا عليهم أن يسكتوا ويظلوا قابعين خلف مشاغلهم أو معتكفين في أبراجهم، ويتركوا لغيرهم معالجة مشاكل المجتمع، لأننا وقد قدر علينا أن نوضع في هذا الموضع الذي لا نحسد عليه، لنعيش على أعصابنا ونتحمل كل أوجاع المجتمع الذي نعيش فيه بعد أن أصبحنا- والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه- محط أنظار الشاكين المتألمين من كل نوع وكل صنف بل وكل لون..

وإما أن يكونوا من دعاة التحرر.. التحرر من أخلاقنا وعاداتنا وتعاليم ديننا وهم فئة أقل من القليل وسيخزيهم الله ويكشف حالهم..

أما الذين فهموا أن ما نشرناه دعوة لإلغاء مدارس البنات فإنهم أساءوا الفهم إذ أن هذه الصحيفة في مقدمة الصحف التي دعت إلي افتتاح مدارس البنات، وكلما نشرته الندوة أخيراً صريح في الحفاظ على تعليم البنات داخل سياج من الفضيلة وفي إطار يحمي فتياتنا من الزلل والانحراف إلا مالا يتفق مع عاداتنا وتقاليدنا وتعاليم ديننا.

والدعوة الإصلاحية التي حملت لواءها الندوة أخيراً إنما كانت موجهة نحو الشعب وتحميله مسئولية كل انحراف أو ضلال في تعليم البنات ولم نوجه فيها كلمة إلي الدولة.. لأن الدولة قد أدت واجبها ولم يعد مطلوباً منها أن تعمل أكثر مما عملت في سبيل حماية تعليم البنات من كل الأخطار والإضرار داخل جدار المدرسة...

أما في البيت.. أما في الطريق بين البيت والمدرسة فتلك مسئولية البيت.. مسئولية الأب.. مسئولية الرجال..

وليس معني ذلك أن امنعوا بناتكم من الذهاب إلي المدرسة ولكن معناه أن هذه الزهرات من فلذات أكبادكم- وهي تمر بهذه المرحلة الخطيرة- أمانة في أعناقكم فأحسنوا أداء هذه الأمانة... أحسنوا تربية أمهات الغد..

أحسنوا صيانة تلك الزهرات من عبث العابثين وشرور المنحرفين وتضليل الفاسدين.... أحسنوا حمايتهم من الانزلاق في مهاوى الفتنة ومساقط الزلل.

لقد كان آباؤنا- ولا أقول أجدادنا – يستحون من رفع أبصارهم في ذوات المحارم فضلاً عن الأجنبيات فما بالنا الآن نسكت على زمرة الرقعاء من الشباب يتسكعون على أبواب مدارس البنات أو في مواقف سياراتهن أو في شوارع الصاغة والقماشين مثلاً بل على أبواب المسجد..

لماذا ننتظر أن تعالج الحكومة هذه البادرة السيئة بواسطة رجال هيئات الأمر بالمعروف؟! أو غيرهم.

أين أولئك الرجال الذين كانوا إذا لحظوا عينا مريبة ترتفع إلي نافذة أو تتابع امرأة محجبة أرسلوها نفثه من بصاق أو ضربة بالنعال تمنع " دون جوان " من العودة إلي مباذلة؟!

لماذا لا يكون كل مواطن منا خفيراً لحماية الأخلاق من إفساد الفاسدين فيلقن كل رقيع وكل سافل درساً لا ينساه؟!

ألا يخشي أن هذا الذي يجري لنساء غيره أمامه- ثم يغض الطرف عنه... سوف يجري حتماً لنسائه طالما أن هذا النوع من الشباب الرقيع لا يجد من المجتمع الذي يمارس فيه مجونه ما يرده إلي صوابه المفقود.

وبعد.. فهل فهم أولئك الذين لم يفهموا الهدف؟! أم أنهم لا يريدون أن يفهموا..؟

معلومات أضافية

  • العــدد: 31
  • الزاوية: غير معروف
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: الندوة
الذهاب للأعلي