رحم الله الشيخ عباس قطان وأمطر جدثة شآبيب رضوانه دعاء مني بظهر الغيب فقد كان الشيخ عباس أمينا للعاصمة وأنا صبي ألعب في زقاق البلدية "البرجوه والكبت" وغيرها من ألعابنا الشعبية التي اختفت ثم غادرها وأنا بعد لم أكن شيئا مذكوراً فأنا أعرفه وهو لا يعرفني ومن ثمة فهي دعوة مخلصة أرجو لها من الله القبول.
نعم رحم الله الشيخ عباس قطان فقد صان موضعين كريمين من مواطن القداسة هما "مولد النبي" عليه الصلاة والسلام، و"بيت النبي" حيث ولدت فاطمة رضي الله عنها فأنشأ على الأول مكتبة عامة جهزها بمحتويات مكتبة المرحوم الشيخ ماجد كردي - رحمه الله - المكتبة المعروفة بالنفائس والنوادر، وأنشأ على الثاني مدرسة اتخذتها المعارف مدرسة لتخطيط القرآن.
إن مثل هذا العمل من رجل لم يكن من أصحاب الملايين ولا من الأثرياء المعدودين جدير بأن نذكره في هذه المناسبة، مناسبة شهر رمضان، شهر الخير والإحسان والعمل الصالح ونستمطر الله عليه رحماته ورضوانه.
بقي أن نسأل لماذا ما تزال المكتبة مقفلة إلي الآن حتى لتكاد الأرضة تأكل الكتب؟!
لقد أثرت هذا الموضوع منذ أكثر من عام وقلت أليس في مقدور وزارة المعارف مثلاً أن تتبني هذه المكتبة لتفتح أبوابها للناس؟!
وهل في إمكان مديرية الصحافة - وقد أسست مكتبة على حسابها في جدة لا تبلغ عشر قيمة هذه المكتبة النفيسة المهملة - أن تتبني مشروع افتتاح هذه المكتبة ولن يكلفها ذلك أكثر من موظف واحد يقوم عليها لتنظيمها ويستقبل زائريها.
ولكن هذا النداء لم يجد أية استجابة وظلت المكتبة مقفلة حتى الآن.
ولهذا فإني أعيد السؤال مرة ثالثة أليس في مقدور أمانة العاصمة أن تتبني هذا المشروع؟! أعتقد أن الأستاذ عريف خير من ينتدب لهذا المهمة، فأمانة العاصمة في حاجة إلي مكتبة تشرف عليها وتزودها بالحديث من المؤلفات استهداء وشراء وهي في حاجة أيضاً إلي ندوة محاضرات يمكن أنشاؤها عن نفس المكتبة والمسألة في رأيي لا تصعب على همة الأستاذ عريف وقد سبق أن تحدث إلي بعض ورثة الشيخ عباس عن استعدادهم لتسليم المكتبة لأي جهة ترغب في إدارتها نظراً لاشتغالهم بأمور معايشهم وعدم استطاعتهم القيام بإدارتها.
فليس على الأستاذ عريف الآن إلا أن يدعو الموجودين من ورثة الشيخ عباس بمكة ويتفق معهم على استلامها ثم يعين لها موظفاً واحدا ًمن موظفي الأمانة لتنظيم موجوداتها وترتيبها ويشكل لها لجنة من المثقفين للإشراف على إدارتها وأعمالها وتوسيعها ودعوة عدد من المواطنين الأخيار للتبرع للمكتبة لإتمام تجهيزها تمهيداً لافتتاح أبوابها للزوار.
إنني انتدب الأستاذ عريف لهذه المهمة وهو أهل لها وأرجو له التوفيق.