الخميس, 10 نوفمبر 2011 06:58

نصيحة إلي "نوع خاص" من الشباب والطلاب

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

يحاول بعض الشباب الذين يتمرنون على الكتابة في الصحف إدخال نوع من الرقاعة على الصحافة ويعتبرون ذلك نوعاً من الفكاهة أو خفة الدم نتيجة لعدم تفريقهم بين الرقاعة والفكاهة ويلجأون إلي الطريقة "النسوانية" المعروفة "بالتلقيح" جبناً على التصريح!

ونحن لا نشفق على الصحافة من التردي في مثل هذه الهوات وانحرافها عن أداء رسالتها الأساسية وهي إصلاح المجتمع بالأساليب المعروفة المألوفة فحسب بل نشفق على هذه الفئة من الشباب التي نرجو لها تنشئة صالحة لحمتها الرجولة الكاملة وسداها الشجاعة.

إن من شب على شيء شاب عليه فقد عرفت شاباً نشأ رقيعاً وظل يتظرف بهذه الرقاعة إلي أن لزمته فبقي رقيعا ًحتى شاخ وما أريد لهؤلاء الأخوة أن يتدربوا منذ نعومة أظفارهم على هذه الرقاعة فيشيبوا عليها ويظلوا موقع مقت الناس وسخريتهم فليتتلمذوا في الكتابة على أساليب الأساتذة: الغزاوي، العريف، العمودي، توفيق، زيدان، الجاسر وأمثالهم من كتاب الأساليب الرصينة والتعبيرات الرزينة.

أما من يريد منهم التمرين على الأسلوب الفكاهي فليتتلمذ على مجلة "البعكوكة" والأساتذة فكري أباظة، وحسين شفيق.

أريد أن يكون هؤلاء الشباب رجالاً والرجل من يجهر بالحق في أدب ولا يجنح إلي الألغاز والمعميات والأحاجي.

أريدهم أن يكونوا شجعانا فالشجاع هو الذي يتحمل مسئولية كل ما يصدر عنه ولا يقدم إلا على مبارزة من يقوي على مبارزته.

لقد حاولت عندما أراد نفر من هذا النوع من الشباب أن يتدربوا على الكتابة في "الندوة" أن أفهمهم أن الصحافة ليست مجالاً للمهاترات الشخصية ولا ميدانا ًمن ميادين الأغراض النفسية ولا وسيلة من وسائل الانتقام.

لقد حاولت أن أعلمهم كيف يكتبون ومتى يكتبون- على قدر علمي المتواضع – فأخذتهم العزة نتيجة للميادين الأخرى التي تفسح لهم ليكتبوا فيها ما يشاءون ومتى يشاءون دون قيد أو شرط مع أن بعضهم مازال حتى الآن لا يحسن التعبير عما يريد.

وحاولت مرة أخري أن أفهمهم أن الصحافة أخلاق ومبادئ وأن للندوة دستوراً مستمداً من ديننا وتقاليدنا الموروثة فلم أستطع، إذ جاءني أحدهم مرة بما أسماه تحقيقاً صحفياً مع بعض الأسر والعائلات..أسئلة سخيفة وأجوبة أسخف وأفكار أكثر سخفاً وسقماً، وجاءني آخر – بحسن نية - بما أطلق عليه تحقيقاً صحفياً مع ممرضة، وثالث بكلمات من هذا النوع الرقيع الذي لا يفيد ولا يضحك كما يظنون، وعبثاً حاولت إقناع هؤلاء أن ما يسمونه تحقيقاً صحفياً ليس من التحقيقات الصحفية في شيء، إن التحقيقات الصحفية أعمال فوق مستوي مداركهم، وأن للندوة مبادئ لا يمكن الخروج عنها وأن خفة الدم شيء والرقاعة شيء آخر، وأن صفحات الندوة ليست ميدانا ًلتحقيق الأغراض وإشباع الأهواء عبثاً حاولت ذلك فكان غضبهم..وكانت نقمتهم، وكان هذا الحقد الذي لا يهدأ وهذه الترة التي لا تزول..

إنها مجرد نصيحة أسديها إلي هؤلاء الشباب بنفس الأسلوب الذي يكتبون به لأنه من البلاغة أن يخاطب الناس على قدر عقولهم فإن أبوا أن ينتصحوا فسأضطر إلي مخاطبتهم بل مخاطبة من يفسحون لهم المجال بأسلوبي الصريح وأضع النقاط على الحروف.

معلومات أضافية

  • العــدد: 411
  • الزاوية: كل صباح
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: الندوة
الذهاب للأعلي