هذه كلمة صريحة أرجو إلا يجزع منها جميع القائمين على عمليات التوسعة عندنا لأني لم أقصد بها انتقاص عمل أحد.. ولكني أريدها تذكرة لأي عمل مماثل في المستقبل وربما أمكن تدارك شيء مما يجري في الحاضر.
أعمال التوسعة - توسعة الشوارع - أو فتح شوارع جديدة تجري دائماً وفي كل بلد على أساس الاستيلاء على مساحة من الأرض أوسع مما يحتاج للشارع بحيث تظل مساحات من الأرض على جانبي الشارع تصلح لإقامة مباني جديدة إما تنشئها الجهة المنتزعة للأرض أو تعرضها للبيع بشروط يراعي فيها سرعة البناء وشكله ونظامه فيصبح الشارع الموسع أو الشارع المنشأ شارعاً مثالياً ومفخرة من المفاخر.
بخلاف الحال عندنا..وفي مكة بالذات فإننا نفتتح الشارع الجديد أو نوسع الشارع القديم فتطل علينا من وراء ظهره أطلال وخرائب ومناظر أقل ما توصف به أنها مؤذية.
والأخذ في التوسعة والافتتاح على الأساس الذي أشرنا إليه ليس فكرة تنظيمية فقط ولكنه فكرة تجارية تستطيع أن تستفيد منها الجهة المنفذة للمشروع سواء كانت شركة أو بلدية أو أية جهة رسمية فائدة مادية بجانب الفائدة العمرانية التي تعود على البلد من تجميل وتوسعة.
ولنضرب لذلك مثلا ًشارع الشامية..لو أننا خططناه على أساس توسعته بمساحة أربعين متراً جعلنا منها عشرين متراً للشارع وأبقينا عشرة أمتار عن يمينه وعشرة أمتار عن يساره ثم عرضناها للبيع قطعا ًمخططة بشروط معينة تري كم تبيع المتر على هذا الشارع؟ وبكم نشتري الآن المتر من المنازل الخلفية التي ستظهر الآن؟
إن المتر الآن مهما بلغت طبقات العمارة وبرضاء المالك واختياره وبإدخال القديم في الجديد والخرائب في المباني والأحوشة في العمارات والطبقة الواحدة في العدد من الطبقات إن المتر في المتوسط من هذا الخليط لن يكلف القائم بالمشروع أكثر من ألفي ريال ولكنه من المؤكد سيزيد سعره على خمسة آلاف ريال إذا ما عرض للبيع بعد مسحه وتخطيطه كأرض فضاء على أحدث شارع بجوار المسجد الحرام.
إننا نستطيع بالتأمل في تنفيذ مشروعاتنا والاستفادة من الخبراء ومحاولة الاطلاع على مشروعات من سبقونا في مثل هذه المشروعات..نستطيع بذلك أن نقدم لبلادنا مشروعات نافعة من الناحيتين الاجتماعية والاقتصادية لأن الهدم وحده لا يؤدي إلي تحسين الوضع العمراني والاقتصادي إذا لم يتبعه البناء المنظم.
إنني أكتب هذا الكلام وليس لي من الخبرة المعمارية والإنشائية ما يتيح لي بسط الموضوع بأسلوب هندسي وتمثيل أوضح فأترك للمهندسين وأصحاب الخبرة في هذه الأمور.. أترك لهؤلاء مهمة بسط الموضوع على نطاق واسع والله الموفق.