العراق.. والسعودية.. والأردن.. دول حمقي لأنها لا تدفع الأجر ولا تعمل على استئجار الصحفيين والصحف، أما الجمهورية الناصرية فإنها هي الوحيدة في عالم العروبة التي لا يمكن أن توصف بالحماقة..
هذا ما قالته جريدة بيروت المساء التي تصدر في بلد شقيق مع الأسف الشديد وقد شفعته بأكبر دليل على جهلها الفاضح فقالت أن السعودية ارتكبت حماقة بعدم الموافقة على إنزال المحمل.. هكذا المحمل.. وكأنها تعيش في جزائر واق الواق ولا تدري أن خرافة المحمل هذه سبق أن ألغتها الحكومة السعودية منذ أكثر من ثلاثين عاماً.
إننا نعرف ما تتمتع به الصحافة اللبنانية من حرية، ولكن الحرية شيء والانحراف شيء آخر.. الحرية لك في أن تقول الحق.. أما أن تقول الباطل وتدعو إليه وتقف بجانبه باسم الحرية فإن ذلك يسمي انحرافاً ولا يمكن أن يسمى حرية.
وليس من حق صحيفة لا تصدر في القاهرة أن ترفع عقيرتها بشتم الدول العربية.. السعودية.. الأردن..العراق على حساب دولة أخرى وخاصة إذا كانت هذه الصحيفة تتمتع بدرجة كبيرة من الجهل.. الجهل بحقائق الأمور.
والمفروض أن تظل أجهزة الدعاية الناصرية محصورة في حدود ممتلكاتها لا أن تمتد إلي أي بلد عربي مستقل محايد.
إن رسالة الصحافة أكرم وأنبل من أن تتخذ وسيلة للمكاسب الشخصية أو مطية لذوى النفوس الحاقدة والواجب على كل حكومة أن تحمي صحافة بلادها من الانحراف والتردي في العمالة لأي جهة كانت فليس في ذلك أدنى مساس لحرية الصحافة المكفولة بالدستور والصحافة التي تتخذ من أجهزتها وسيلة للمكاسب الشخصية باسم الحرية الصحفية إنما تخدع الدولة التي تعيش في كنفها، والدولة التي تسمح لصحافتها- باسم الحرية- أن تتجاهل المبادئ والمثل والقيم الأخلاقية وتجعل من صحافتها مطايا للحاقدين والحاسدين والمتآمرين تؤجر في السوق السوداء.. هذه الدولة تخدع نفسها إذا هي قبلت حجة الحرية.
أننا لا نلوم أية صحافة تقف بجانب قضايا بلادها وتكافح عنها وتكافح في سبيلها مهما كان موقفها، ولكننا نلوم الصحافة التي تدس أنفها فيما ليس لها به علم وتتخذ من المصالح الشخصية حافزاً للكفاح والهجوم دون أي اعتبار آخر.