بصدور هذا العدد من الندوة تكون الصحيفة قد أنهت من عمرها خمس سنوات هجرية بالوفاء والتمام من باب التحدث بنعمة الله- وليس من قبيل المن - أري لزاماً على أن أتحدث شيء من الإيجاز عن التوفيق الذي اقترن بصدور هذه الصحيفة منذ أن كانت تسمي "حراء" وظل ملازماً لها حتى هذا اليوم - ولله الحمد والمنة.

صدرت حراء في سنة 1376ﻫ فكانت إيذانا بانطلاقة جديدة لطاقات من التنافس والتسابق بين الصحف التي كانت تصدر حينذاك- وليس هذا غمطا لحق جريدة البلاد السعودية التي كانت المدرسة الأولي لتخريج كثير من صحفيينا البارزين غير أن الواقع الذي لا يختلف فيه اثنان بل يشهد به كل من عاصر تلك الفترة – هو أن صدور "حراء" كان بداية لتاريخ صحافتنا المتطورة التي أخذت تشق طريقها على الشوك.. وتطورت خلال سنة واحدة وبضعة شهور من أسبوعية إلي يومية وفي وسع القارئ المنصف أن يقدر مدي الجهد الذي بذل في تطوير صحيفة أسبوعية إلي جريدة يومية خلال تلك الفترة القصيرة لاسيماً إذا قورنت بالفترة التي تطورت فيها زميلاتها..

نعم مشت "حراء" على الشوك، وصمدت في وجه العواصف التي كادت أن تطيح بها- لولا لطف الله أولاً وإيمان بالرسالة ثانياً.

... وخلفتها " الندوة " بنفس الروح، وعلى نفس المنهج وفي نفس الطريق.. مبدأ ثابت... رسالة شريفة.. هدف سام.. مبدأ ورسالة وهدف حددت في النور من أول عدد إلي آخر عدد..

ففي سبيل الدفاع عن مبادئ الإسلام وتعاليم الدين، والحفاظ على مقدساته والذود عن حياض الأخلاق وشجب المنكرات لم تترك "الندوة" طريقاً إلا وسلكته في غير هيبة من المخاطر.

وفي سبيل دعوة الخير.. خير الدين.. وخير الدولة.. وخير الشعب.. لم تثن عزمها الصعاب ولم تضعضعه المتاعب.

ومن أجل الدعوة إلي حياة أفضل ومستقبل أفضل وأفضل تحملت من الأذى والضرر ما لا يعلم مداه إلا الله ولا يجزي عليه إلا هو..

سبع سنوات ملآي بالكد والسهر والعرق الممزوج بأحبار الطبع وزيوت المطابع، ومتاعب الاستيراد، ومشاكل العمال.. كان حصادها هذه الصحيفة التي قطعت من عمرها خمس سنوات وغداً تدخل عامها السادس..

سبع سنوات تعد قصيرة في عمر الصحف ولكنها طويلة- كليل العاشق- إذا ما اقترنت بالعمل المضني والسعي الحثيث والجهد المتواصل مرة أخرى.. ليس هذا منا ولكنه تحدث بنعمة الله.

فالحمد لله كثيراً .