هؤلاء الذين اصطلح العالم على تسميتهم بالدول الكبرى ألا يجدون حرجاً من هذا التمادي في باطلهم الذي درجوا عليه منذ انتصارهم في الحرب العالمية الثانية حتى الآن..
استغلوا طيبة العرب ونقاء نفوسهم وما جبلوا عليه من الحفاظ على شرف الكلمة والوفاء بالعهد والثبات على المبدأ حتى إذا انتصروا على عدوهم قلبوا للعرب ظهر المجن وأقاموا دون خجل هذه الدويلة المسخ في قلب البلاد العربية لا لتعيش فحسب ولكن لتزرع الفتن والقلاقل وتشرد الملايين من أبناء البلاد ليحل محلهم شذاذ الأرض ممن ضربت عليهم الذلة والمسكنة ولتواصل عدوانها على أجزاء الوطن العربي تريد أن تنتزعه جزءاً جزءاً لتجمع فيه أفراد العصابة المنتشرين في كل أنحاء العالم..
لقد ضبط العرب أعصابهم أكثر من مرة وصدرت قرارات الإدانة والأحكام من المنظمة الدولية مرات ومرات ولكن العصابة المجرمة لا تخضع لقانون ولا تعترف بأحكام ولا تعني بإدانات لا لأنها أكبر من الجميع ولكن لأن الذين أوجدوها تعهدوا بحمايتها وضمنوا لها البقاء فلهم في ذلك مآرب ولهم من وراء ذلك منافع فأصبحت كالوليد المدلل يضرب أولاد الجيران ويؤذيهم أشد الأذى وهو في مأمن من العقوبة لأن أباه أعطاه الأمان وضمن له النتائج..
تتساءل بريطانيا بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على الأمة العربية.. تتساءل على لسان وزير خارجيتها عن أسباب التوتر في الشرق الأوسط وتعد بدراسته وهي تعلم حق العلم أن قيام إسرائيل هو السبب الحقيقي الوحيد لكل توتر في الشرق الأوسط ولكنها تتجاهل الحقيقة الواضحة أكثر من الشمس فهلا رفعت بريطانيا عن عينها غشاوة الحب- أو عمي الحب على الأصح- حب إسرائيل وأنصار إسرائيل من صهاينة بريطانيا وغير بريطانيا!! وأموالهم وأصواتهم في الانتخابات...
وبعد.. فإن للباطل جولة ثم يضمحل.. وقد جال باطل أنصار إسرائيل في العالم جولته وقد آن له أن يضمحل ولقد صبر المسلمون والعرب على هذا الباطل حتى لم يبق في قوس الصبر منزع وآن لهم أن يرددوا مع شاعرهم.
ولا خير في حلم إذا لم تكن له بوادر تحمي صفوه أن يكدرا
وقد أذن الله للذين يقاتلون- بفتح التاء- بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير..
ولئن خسرنا المعركة هذه المرة فلأننا لم نعتمد على الله ثم على أنفسنا اعتمدنا على غيره فخذلنا فكان لنا في ذلك درساً وعظة للمستقبل القريب إن شاء الله.. ونحن على موعد مع نصر الله: ﴿إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا﴾. فليكن سلاحنا في المعركة القادمة الإيمان بالله والاعتماد عليه وعدم الركون إلي الذين ظلموا فالكفر ملة واحدة وإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.