الأحد, 13 نوفمبر 2011 16:59

المسلسلات والقدوة

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

عندما نحذر من الأفلام والمسلسلات الإجرامية أو الغرامية ونسترعى الانتباه إلي آثارها السيئة على الأجيال الناشئة يسخر من كلامنا بعض من يدعون التطور والتقدم ويرموننا بالرجعية والجحود.

عندما نقول لهم أن هذه الأفلام والمسلسلات تدفع إلي الجريمة يقولون لنا: لا.. إنها تحذر من الجريمة وتمنع وقوعها وتجنب الانحلال والسقوط الأخلاقي.

وكل يوم نقرأ عن جرائم سرقة وخطف وانحراف وقتل ونلمس الشبه الكبير بينها وبين ما يعرض من أفلام ومسلسلات بل تكاد تكون هذه الجرائم مقتبسة طبق الأصل من تلك الأفلام والمسلسلات ولكن دون عبرة أو اعتبار.

آخر ما قرأناه عن جريمة "السفاحة الصغيرة" ذات الأربعة عشر ربيعاً والتي راحت تستدرج الصغيرات من أبناء بلدتها إلي ترعة أو مجري نهر بمصر وتجردهن من حليهن المبسطة ثم تقذف بهن في المجري ليبتلعهن النيل على غرار المسرحية أو الفيلم أو المسلسل- لا أدري- المعروف بعنوان "ريا وسكينة" أشهر سفاحتين في مصر وظلت السينما المصرية تعيد تمثيل قصة هاتين السفاحتين أحياناً في مسرحية وأحياناً في مسلسل وتكرر تمثيلها من حين إلي آخر كأنها أحدى الفضائل التي يجب أن ترسخ في أذهان الناس.

صحيح أنها قد تكون تنبيهاً وتحذيراً لئلا يقع الناس ضحايا سفاحات مثل "ريا وسكينة" ولكن الأصح والأقوى تأثيراً والأكثر ضرراً هو إنتاج سفاحات قد يكن أشد دهاء وأذى من " ريا وسكينة " تبعاً لتقدم الزمان وتفنن البشر وسائل الإجرام.

لقد وقعت هذه الجريمة الأخيرة بعد إعادة جديدة لتمثيل "قصة ريا وسكينة" في مصر وكل فيلم أو مسلسل من هذا القبيل له آثار سيئة والبيوت ملآي بالأطفال والناشئين ممن تستهويهم هذه الأعمال التي قد يتوهمون أنها بطولية فيقلدونها أو تدفعهم الحاجة إلي مزاولتها.

إننا نكرر بهذه المناسبة ضرورة مراعاة اجتناب أمثال هذه الأفلام والمسلسلات التي تكاد تكون دروساً في تعلم الجريمة وتدمير القيم والأخلاق سواء كانت أجنبية أو عربية، والترفيه ممكن أن يتحقق بأفلام ومسلسلات ومسرحيات لا تحذر من الإجرام أو تدفع إليه فللتحذير من الإجرام وسائل أخرى معروفة طالما أن هذا السلاح ذو حدين.

معلومات أضافية

  • العــدد: 6368
  • الزاوية: كل اسبوع
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: الندوة
الذهاب للأعلي