لا أريد أن أجاري الأخ عبد الله باهيثم في أسلوبه بالسخرية بالآخرين لأن من لا يكرم نفسه لا يكرم، ولا أريد أن أقول له كما جاء في القرآن الكريم على لسان نوح عليه السلام "قال أن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون" ولكني سأكتفي بإيضاح الحقيقة التي غابت عن الأخ عبد الله ولا أقول جهلها لئلا أتهمه بالجهل..

الحقيقة التي يعرفها كل إداري وكل مواطن لا يخلط بين الأمور ويعطي كل ذي حق حقه هي أن المجلس البلدي في المملكة- وليس في مكة المكرمة- وحدها. هو مجلس تشريعي ورقابي وليس تنفيذياً وتقتصر اختصاصاته على الاقتراح والمراقبة ومناقشة أعمال البلديات وإبداءاً للرأي فيها.. مجرد إبداء الرأي..

هذه هي اختصاصاته في ظل النظام القديم القائم النافذ وهناك نظام جديد يعطيه صلاحيات زيادة لكنها أيضاً لا تتجاوز حدود التوجيه وإبداء الرأي لأن التنفيذ من اختصاص رؤساء البلديات وأجهزتها المتعددة.. وهذا النظام لم تصدر بعد لوائحه التنفيذية.

أما الزعم بأن المجلس البلدي تابع أو يتابع المطاعم والمقاهي وبراريد الشاي والنظافة فإنه زعم لا أساس له من الصحة.

ولمتابعة ذلك جهاز خاص بأمانة العاصمة لا علاقة له بالمجلس البلدي ولا بأعضائه بحال من الأحوال وهو من الكلام المرسل على عواهنه على سبيل السخرية كما زعموا في يوم من الأيام سخرية بالمجمع اللغوي أنه أطلق على السندوتش، اسم "شاطر ومشطور وبينهما طازج" افتراء وظلماً...

أما ما قدمه المجلس البلدي لمكة المكرمة في حدود اختصاصاته فإنه معروف ومقدور عند أهل مكة المكرمة وعند أمناء العاصمة بدءاً من الأستاذ عبد الله عريف ومروراً بالمهندس عبد القادر كوشك والأستاذ عبد الله بن صديق ثم بعهد الأستاذ فؤاد محمد عمر توفيق.

أما الوجاهة التي يقول الأخ باهيثم أنها مكسب لأعضاء المجلس البلدي فإنني أستطيع أن أؤكد له أن أكثرية أعضاء المجلس وجهاء.

وأعيان بين أهالي مكة المكرمة قبل أن يصبحوا أعضاء في المجلس البلدي وقد جاءوا إلي المجلس إما بالانتخاب من أحبائهم وإما بالاختيار من الدولة..

بقيت كلمة الحق الوحيدة التي جاءت في حديث الأخ عبد الله باهيثم المنشور بمجلة أقرأ بتاريخ 4/3/1404هـ فهي رفضه لما زعمه أحد كبار ومسئولي أمانة العاصمة. وهو في نظري من صغارهم- من أن المجلس قد يتسبب في عرقلة أعمال الأمانة لضعف خبراته نعم إن رفضه لهذا الزعم الباطل هو الحق بعينه فبين أعضاء المجلس البلدي المهندس والإداري والأديب والمفكر والصحفي ورجل الأعمال والموظف والخبير في أعمال البلديات وكثيراً ما استعان المجلس فبما ينظر من أمور- وهذا من حقه..