الأحد, 13 نوفمبر 2011 17:23

الفجر

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

الرأي المطروح للمناقشة بقلم (عربي) الذي نشر بهذه الصحيفة بالعدد 162 تاريخ 6 محرم 1385ﻫ والذي يقول فيه كاتبه:

الحكومة هنا بالمملكة العربية السعودية عطوفة جداً على أفراد شعبها تخفف عن كاهل الطبقتين الفقيرة والمتوسطة عبء الحياة المادية وذلك بعدم الإرهاق بالضرائب والرسوم المختلفة.

هذا الرأي هو الحقيقة التي تذكر فتشكر ولا يختلف فيها اثنان وهو في الواقع أيضا جائزة الدولة الأمينة لرعاياها الأوفياء المختصين وهو في الوقت نفسه جزء من السياسة الإسلامية التي تنتهجها هذه الحكومة في كل تشريعاتها وهو رابعا الوسيلة الوحيدة للتعبير والتحدث بنعمة الله وهو خامساً أولى الخطوات إلي مزيد من الإعفاء عن الضرائب والرسوم.

أما الشطر الثاني من هذا الرأي والذي يقول:

إلا أن هذا الإعفاء من الضرائب والرسوم وغيرهما من التكاليف التي يجب أن يسهم فيها الشعب مع الحكومة أصبحت الآن لا بد لها من إعادة النظر على ضوء الازدهار والرفاهية اللتين يتمتع بهما الشعب وبالنظر أيضا لطموح الشعب وما ينتظر أن تفعله حكومته له يومياً. أنه يريد الكثير جداً والحكومة تستجيب دائما وتضحي بالكثير فلا أقل من أن يضحي الشعب أيضاً. فرأي المناقشة هو أن تعود بعض الضرائب والرسوم وأن يعاد النظر في القائم منها وأن يكون تشريع جديد نحو الرسوم إلخ..

هذا الشطر جاء نشازاً ودعوة سافرة للإيقاع بين الشعب الوفي المخلص وحكومته العطوفة الرشيدة..

فبينما تمضي الحكومة قدماً في التخفيف عن كاهل الشعب بمختلف طبقاته فتنتقل من الإعفاء من الرسوم والضرائب إلي مد المواد الضرورية بإعانات سخية وتشجيع الصناعة بمزيد من الإعفاءات والتسهيلات والإعانات.

وبينما يستقبل الشعب هذه الأعمال من حكومته بالشكران والولاء والحب بل تزدوج شخصية الحاكم والمحكوم فيعم الشعور بأن الحكم والمحكومين أسرة واحدة يظللها حكم عادل وطاعة مختصة ويتطلع إلي مزيد من العطف والتخفيف.

نعم بينما يلتقي الشعب وحكومته هذا النقاء المثالي في الأماني والمشاعر والأحاسيس ينادي أخونا (عربي) بالنكوص وحرمان الشعب من عطف حكومته وبالتالي حرمان الحكومة من حب الشعب وتعكير مشاعره.

ينادي بإعادة بعض الضرائب والرسوم وإعادة النظر في القائم منها أي بزيادتها طبعا..بحجج ومعاذير لا تقوي على المناقشة.

فالدولة لم تشك قط من قلة ذات اليد بل تتجاوب دائماً مع جميع مطالب الشعب ولا يؤخر تحقيقها إلا الدراسة والتخطيط، الدراسة التي تكفل نجاح العمل، الذي يجب أن يسبق كل مشروع إصلاحي، والدولة أيضا لم تمن قط بما قدمته للشعب من خدمات وتضحيات ليقدم لها مثلها بل كانت تشعر دائما وتتحدث دائما عن استعدادها لتقديم المزيد وإنها سائرة بأقصى جهدها نحو تحقيق كل الآمال وإجابة جميع المطالب..

والدولة ثالثاً لا ستكثر على شعبها الازدهار والرفاهية حتى تعمل على تعويض هذا الازدهار وتلك الرفاهية بل أنها تغتبط ويتضاعف سررها كلما تضاعف الازدهار وعمت الرفاهية...

وبعد فقد أحدث رأي الأخ (عربي) بلبلة في الخواطر واضطرابا في الأفكار أردت بهذه الكلمة المخلصة أن اطمئن الخواطر المبلبلة والأفكار المضطربة إلي أن هذا الرأي يعارض السياسة الإسلامية التي تنهجها هذه الحكومة وأن الحكومة كما هو واضح من أعمالها تسير في خط مضاد لهذا الاتجاه اتجاه الأخ (عربي) والشواهد على ذلك كثيرة والتضحيات في هذا السبيل أكثر من أن تحمي وعلى رأس الدولة ملك حبيب يعمل جاهدا لتحقيق مزيد من الرفاهية والازدهار لشعبه، شعبه الذي يعتبر صغيره إبنا له وكبيره أخا..

فلتطمئن النفوس القلقة وليقل أخونا (عربي) خيراً أو ليصمت فذلك من شعائر الإيمان..

معلومات أضافية

  • العــدد: 166
  • الزاوية: الفجر
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: عكاظ
الذهاب للأعلي