عندما كان يجرى النظر في مشروع شبكة مواصلات مكة في المجلس البلدي أو مجلس الشورى أو يدور حديث حوله في مجلس من المجالس العامة كنت أجد من بين المجتمعين من ذوي العواطف الرقيقة من يسألني: وهؤلاء أصحاب الخطوط الحالية ما هو مصيرهم إذا أسند مشروع شبكة المواصلات إلى شركة واحدة؟ وهم أصحاب عوائل وهي مورد رزقهم الوحيد فتتحرك عواطفي أنا أيضاً ولا أستطيع الرد وإن كان على لساني وهو: فلنضح بمصلحة عشرين أو ثلاثين شخصاً في سبيل المصلحة العامة. واعف عن ذكر مساوئ الخطوط التي تسير الآن والمعاملة الشاذة التي يعامل بها ركابها من السائقين والكمسارية رغم كثرة الحوادث التي تبلغني في هذا المجال.
وهذه آخر رسالة أو كلمة موجهة من القارئ السيد محسن عبد الله الغطاس إلى قلم المرور تصور جانباً واحداً من الجوانب المظلمة في خطوط البلدة الحالية.
يقول القارئ الكريم أنه ركب من أجياد يوم 16/1/79 بعد أن قال له الكمساري أنه يقصد جرول ودفع الأربعة القروش وعندما وصل به الخط إلى الغزه غير الكمساري اتجاه الخط إلى المعابدة بحجة أنه لم يجد ركاباً إلى جرول رغم وجود نحو ثمانية ركاب يريدون جرول واضطررنا للنزول فى الغزه.
وجاء الخط الثاني وتكررت نفس المهزلة تماماً.
ومثل هذه الحادثة تقع للكثيرين باستمرار نتيجة إلى أن كل الخطوط ليس لها اتجاه معين فهي تسير وفق السوق فنفس الخط ونفس السائق يتجه أحياناً إلى جرول وأحياناً إلى المعابدة وأحياناً إلى المسفلة وهو أسلوب في تسيير الخطوط لا مثيل له ولا في أكثر بلاد الله فوضى.
هذه إحدى مساوئ هذه الخطوط الفردية التي يعطف البعض على أصحابها ومصيرهم.
أما بعض المساوئ الأخرى فهي الأسعار التي ترتفع وتنخفض حسب العرض والطلب حتى تصل إلى نصف ريال أحياناً.
وثالثة المساوئ – وهي كثيرة – عدم الوصول إلى نهاية الخط بدءاً ونهاية، فإذا وصل الخط إلى البيبان مثلاً وليس معه إلا راكبين أو ثلاثة قال لهم انزلوا ليعود من حيث أتى وعلى الركاب المساكين أن يتموا بقية المحطات "كعابي" ولينفلق المنتظرون في تلك المحطات.
ومثل هذا يقع في الحلقة وفي السوق الصغير ولولا الرقابة والجهود التي يبذلها رجال المرور بتوجيه رئيسهم الأستاذ محمد حامد أبو نواس لكانت المساوئ أكثر والفوضى أعم والمصاب أفدح.
والذي يثير العجب ويبعث على الدهشة هو أن هذه الخطوط لا تخضع لأية جهة رسمية وليس لها مرجع أو جهة تشرف على أعمالها فكل من هب ودب وملك سيارة أتوبيس نزل إلى سوق الخطوط يزاحم ويسير على هواه في الاتجاه: في السعر.. في كل شيء.
إننا نرجو من قلم المرور زيادة الرقابة على هذه الخطوط من ناحية ومن ناحية أخرى نرجو من الجمهور إشعار قلم المرور بكل حادث يقع من هذه الحوادث مع ضبط رقم السيارة التي تقع منها المخالفة واسم السائق إذا أمكن ونعتقد أن قلم المرور سيتعاون مع الجمهور على ردع كل مخالف ومجازاة كل مستهتر والله ولي التوفيق.