لقد تلقيت كثيرا من الرسائل الشفوية والتلفونية والكتابية ترحب كلها بفكرة اتخاذ طابع من ثلاث فئات لصالح صندوق البر بمكة يلصق على كل إيصال من قيمة التيار الذي يعطى لمستهلكي الكهرباء بمكة.
كلهم من المستهلكين، وكلهم استغلوا المبلغ في سبيل هذا العمل الإنساني وطلبوا مني أن أبلغ شركة الكهرباء بمكة ارتياحهم لهذه الضريبة الخيرية إذا وضعت عليهم فإنهم لن يحسون بها لضآلتها بالنسبة لكل واحد منهم ولكنهم يشعرون بجدواها بالنسبة إلى البائسين الذين سيستفيدون من تجمعها.
وأنا أريد أن أهدي هذا الكلام إلى الأصدقاء آل الجفالي وأطالبهم بدراسة هذا المشروع مع أعضاء مجلس الإدارة أو في الجمعية العمومية الغير عادية التي ستعقد هذا اليوم.
أما المستهلكون فإن "الندوة" مستعدة أن تجري لهم استفتاء عاما تقدم نتيجته للشركة إذا وافقت من الآن من حيث المبدأ، وأنا أعتقد أن أغلبية المستهلكين سيوافقون عليه إن لم يكن بالإجماع.
قد تتهيب الشركة مشاكل المشروع الحسابية والإدارية وأنا أؤكد أنه لا مشاكل ولا متاعب ولا حسابات.
تساهم وزارة المالية في مساندة المشروع بطبع الطوابع المطلوبة وتسلمها إلى الهيئة.
والهيئة تعطي الشركة كميات منها بقيمة تسدد مؤجلا.
والشركة تتقاضى من المستهلك قيمة الفاتورة مضافاً إليها قيمة الطابع المحدد ثم تسدد الفاتورة وتلصق عليها الطابع.
والمسألة ببساطتها هذه لن تكلف الشركة زيادة على أعمالها الحالية إلا لصق الطابع وما أظن هذا عملاً شاقاً يدفع الشركة إلى التوقف عن مساندة هذا المشروع.
فما رأى الإخوان آل الجفالي في هذا المشروع؟! إني أريدهم قدوة خيرة للشركات الأخرى التي سوف تتسابق إلى عون هذا الصندوق.
إنني أرجو كل من يساوره أدنى شك في أعمال هذا الصندوق أن يحضر بنفسه أثناء التوزيع على المستحقين ليرى بعينيه ويسمع بأذنيه أبأس صور الحرمان وأدمى قصص البؤس وأقسى مآسي الحياة!!
وحقيقة أخرى أود أن يعرفها الجميع أن كل ما يقدمه المحسنون لهذا الصندوق يودع حالا وبيومه لدى حضرة الشيخ عبد العزيز كعكي ثم يصرف في مواعيد الصرف للمستحقين من أفقر الأسر وأبأس العوائل دون أن يصرف أي شيء منه في أي باب آخر فلا صندوق ولا موظفين ولا مكافآت ولا مطبوعات فكل شيء في هذا الصندوق يؤدي مجاناً وبدون أي مقابل سوى الطمع في ثواب الله والتعرض لرضوانه.