«اللهم إنى أسألك الأفو والآفية والمآفاة الدائمة، ربنا آتنا في الدنيا هسنة وفي الآخرة هسنة».
هذه هي العبارة التي كان يجأر بها أحد المطوفين المرتزقة ويرددها بعده فئة من المعتمرين من إخواننا العرب. وما أدري ماذا كان يدور في رءوسهم ويخالج نفوسهم إزاء هذه المهزلة الدينية اللغوية التي تمثل يوميا بالمسجد الحرام دون أن تجد لها إدارة الحج رغم ضخامة جهازها وسعة ميزانيتها وكثرة مرشديها، مكتفية بالمذكرات التي تكتبها بين حين وآخر إلى مديرية الأمن العام لتعميد جنودها بمعاونة مأموريها لإزالة هذا المنكر، ولكن المنكر هذا ما زال باقيا رغم كل ما كتب في هذا الشأن. فقد وقعت هذه الحادثة التي أشرت إليها هنا صبيحة يوم الجمعة الماضي.
إن المسألة في رأيي لا تحتاج إلى استنجاد بجنود الأمن العام ولا شرطة الحرم، إن مرشدا واحدا من مرشدي مديرية الحج - وما أكثرهم وأفرغهم في هذه الأيام - لوضع حد لهذه المهازل التي لا يمكن السكوت عليها، فهي تمس منسكا من المناسك المقدسة ولن يتصور أحد من الذين يستمعون إلى هذه الألفاظ أو يرددونها خلف من يقولها أن هذا الذي ينطقها بهذه الصورة.
ليس من أبناء مكة أو المقيمين فيها طويلا، بل هو مجرد قادم منذ أمد قريب من أقصى مجاهل أفريقيا.
إنني لم آت بكامل اللحن في أدعية الطواف، ولكني أتيت بنموذج فقط، أما إذا أراد القارئ أن يعرف التحريف الكامل فما عليه إلا أن يقلب كل عين ألفا وكل حاء هاء ليعرف أية جناية يجنيها هذا المرتزق، وأي إثم يقترفه بتلقين الناس دعاء محرفا وهم عرب يستمعون نطقه صحيحاً.
وبعد، فإلى متى ستظل هذه الحالة؟! إنها ستبقى هكذا ما دامت إدارة الحج ستعتمد على معاونة جنود الأمن وشرطة الحرم .. فلننتظر معها وإنا لله وإنا إليه راجعون.