تحقيق صحفي أجراه رئيس التحرير في الظهران
- إشاعة تخفيض إنتاج الزيت.. غير صحيحة!!
- للموظفين السعوديين في أرامكو نظام سخي للادخار!!
- الشركة تقدم تبرعاتها للمؤسسات الخيرية الداخلية والخارجية معا!
أثناء زيارتي للمنطقة الشرقية ومشاهداتي لأعمالها ومقابلاتي للمسئولين فيها تذكرت ما سبق أن أثير حول تصرفات الشركة ما نشر من نقدات لبعض أعمالها فرأيت أن أنتهزها فرصة للسؤال عن حقيقة ما أثير وما أنتقد. وبمجرد أن أبديت هذه الرغبة للمسئولين في الشركة أعربوا عن استعدادهم للإجابة على كل سؤال.. وفيما يلى أسئلة وأجوبة المسئولين في الشركة عليها:
· كم عدد الموظفين الأجانب ومناطق الشركة الثلاث من غير الأمريكيين، ومن أي الأجناس نسب آخر إحصاء لعام 1959؟
- تفيد الأرقام الرسمية أن الموظفين الأجانب من غير الأمريكيين كان عددهم في اليوم الأول لشهر نوفمبر عام 1959 2231 موظفا، وذلك في مناطق الشركة الثلاث، وفيما يلي أرقام تفصيلية بهؤلاء الموظفين حسب جنسياتهم، وذلك حسب الإحصاء المأخوذ في أول نوفمبر 1959.
الجنسية 1 نوفمبر 59
الباكستانيون 909
الهنود 805
الفلسطينيون 342
السودانيون 63
الإيطاليون 41
الهولانديون 9
آخرون 8
ــــــ
مجموع الموظفين
الأجانب غير الأمريكيين 2232
قبل سبع سنوات كان مجموع الموظفين الأجانب غير الأمريكيين 6212 موظفا، ويتضح من هذا أن عددهم قد انقص خلال هذه المدة بـ 4000 موظف أي بنسبة بلغت 65 بالمئة، وهذه النسبة ما زالت تنخفض باستمرار.
· تعودت الشركة في السنة الماضية أن تنهى عقود بعض الموظفين الأجانب الذين في الإمكان إشغال وظائفهم بالسعوديين. ويقال إنها في هذا العام لم تفعل. فهل هذا صحيح؟ وما هي الأسباب؟
- هذه الشائعة ليست صحيحة.. لقد أنقصت الشركة عدد الموظفين الأجانب خلال الاثنى عشر شهرا الماضية من 2592 موظفا إلى 2232، وهذا التخفض تم وفقا لهدف الشركة الذي يقضي باستبدال الموظفين الأجانب بموظفين سعوديين، وهذا الاستبدال يجرى بالسرعة القصوى التي يتم بها تدريب السعوديين.
وليس في الإمكان الوصول إلى هذا الهدف حالا وذلك لأنه لا يوجد في الوقت الحاضر عدد كاف من العرب السعوديين الذين لديهم التعليم الكافي والخبرة التى تعتمد على التخصص لإشغال جميع الوظائف التي يحتلها الموظفين الأجانب. لقد تقدم الموظفون العرب السعوديين خلال السنين القليلة الماضية تقدما كبيرا.
فقبل عشر سنوات كان هناك 80 موظفا من العرب السعوديين يحتلون وظائف تحتاج إلى مهارة عالية أو يشغلون مراكز رئاسية، والآن يوجد 3035 موظفا عربيا سعوديا يقومون بهذه الوظائف.
وقبل عشر سنوات كان عدد العرب السعوديين الذين يشغلون وظائف ذات مهارة فنية أو شبه فنية 1564 موظفا، أما الآن فيوجد منهم 5851 موظفا.
وقبل عشر سنوات كان هناك 8379 موظفا عربيا سعوديا يقومون بأعمال لا تحتاج إلى مهارة فنية أو هي تحتاج إلى قليل من المهارة الفنية، أما الآن فعددهم 2892 موظفا فقط.
وبعبارة أخرى، قبل عشر سنوات كان 16 بالمئة فقط من الموظفين العرب السعوديين يشغلون وظائف تحتاج إلى مهارة شبه فنية وتتدرج حتى تصل إلى الوظائف الرئاسية، والآن أصبح 75% من الموظفين العرب السعوديين يقومون بهذه الوظائف. وقد حصل هذا التغيير الكبير بفضل الرغبة المخلصة التي أظهرها الموظفون العرب السعوديون في إقبالهم على العلم، ولأن الشركة بذلت جهودا مخلصة في إقامة برامج تدريبية متقنة، وبرنامج التدريب هذا مستمر. ونحن نتطلع إلى اليوم الذي يمكننا أن نستبدل الموظفين الأجانب بآخرين من العرب السعوديين الحائزين على التعليم والتدريب الضروريين للقيام بالعمل.
· لاحظت أثناء زيارتي لمنشآت الشركة أن بعض أعمال السكرتارية والأرشيف والمستشفى يقوم بها باكستانيون وهنود. فهل لا يوجد في السعوديين من يؤدي هذه الأعمال؟
- لقد ذكرت الإدارة الطبية. فلنبدأ بها:
يوجد في الإدارة الطبية 83 كاتبا من العرب السعوديين و 28 كاتبا باكستانيا و 24 كاتبا هنديا و 3 كتاب من جنسيات عربية.
إننا نود بهذه المناسبة أن نعطيكم نسبة الموظفين السعوديين العرب في مختلف أعمال الشركة.
فالنسبة في الوظائف العمالية هي مئة في المئة 2230 موظفا، وأما في الحرف فيحتل العرب السعوديون 83 بالمئة من الوظائف 3235، وفي وظائف المشغلين يحتل الموظفون السعوديون 98 بالمئة من الوظائف 2441 موظفا وفي الأعمال المختلفة التي تتطلب مهارة شبه فنية يحتل العرب السعوديون 86 بالمئة من الوظائف 1616 موظفا.
والآن لننتقل إلى الموظفين الفنيين، إننا نجد أن العرب السعوديين يحتلون 55 بالمئة من هذه الوظائف 445 موظفا، ويحتلون 57 بالمئة من الوظائف الكتابية 2059 موظفا. وهذان النوعان من الوظائف يحتاجان إلى درجة عالية من التعليم والتدريب، لقد وجدنا أن المرء يحتاج إلى عدة سنوات من التدريب المهني والخبرة العملية لكي يصبح أهلا للوظائف الفنية أو الكتابية. ولنأخذ مثلا، فبعد تحصيل التعليم المدرسي الأساسي – هذا التعليم الذي لم يحصل عليه إلا عدد قليل من موظفي الشركة العرب السعوديين – يحتاج كاتب الحسابات العمومية إلى سبع سنوات من التدريب، وكاتب الرواتب يحتاج إلى ثماني سنوات من التدريب، ومشغل ثاقبة بطاقات يحتاج إلى ست سنوات من التدريب.
إن الشركة تقوم بكل مجهود ممكن لتدريب الموظفين العرب السعوديين ليشغلوا الوظائف الكتابية والفنية. فعدد الموظفين العرب السعوديين الملتحقين بمراكز التدريب الصناعي التابعة لأرامكو يبلغ 5700 موظف. وهؤلاء ينتظمون في صفوف دراسية الغاية منها إعداد الموظفين ليشغلوا الوظائف الفنية والكتابية.
والجواب على السؤال المقدم هو أن الشركة ليس لديها في الوقت الحاضر عدد من الموظفين العرب السعوديين الذين يحوزون على المهارة الكافية لإشغال جميع الوظائف الكتابية الموجودة في الشركة.
إن التقدم الكبير الجاري في المملكة العربية السعودية قد أوجد طلبا شديدا على الأشخاص الحائزين على المهارة الفنية والتدريب.
والشركات الأخرى، مثلها مثلى أرامكو تجد صعوبة كبيرة في الحصول على موظفين عرب سعوديين حائزين على الكفاءات المطلوبة لإشغال وظائفها.
· تردد مراراً أن الشركة تنوي مساواة الموظفين السعوديين بالموظفين الأمريكيين بإيجاد نظام تقاعد للسعوديين، وما زال أكثر الموظفين السعوديين في قلق على مصيرهم. فلماذا لم يصدر هذا النظام؟ وهل من المنتظر صدوره قريبا؟ ومتى بالضبط؟
- للموظفين العرب السعوديين في أرامكو نظام سخي للادخار. وبموجب هذا النظام يمكن للموظف أن يدخر ما أقصاه عشرة بالمئة من راتبه. فحينما يترك الموظف الشركة، لأي سبب من الأسباب، فإن الشركة تضيف إلى مجموع ما ادخره نسبة عالية من مجموع الادخار. وتزداد كمية المكافأة التي تقدمها الشركة بإزدياد السنين التي يقضيها الموظف مع الشركة، وبعد خمسة عشر عاما تصبح المكافأة معادلة للمبلغ الذي ادخره الموظف.
كما تمنح الشركة تعويضا سخيا وعلى دفعة واحدة في حالة إنهاء خدمة الموظفين الذين يحالون على التقاعد أو الذين يضطرون لترك عمل الشركة بدون خطأ منهم. وهنا أنظمة خاصة لمساعدة الموظفين الذين يصبحون مقعدين اقعادا كليا ودائميا أو الذين يصابون بمرض السل الرئوي.
وكل هذه الأنظمة تهدف إلى مساعدة الموظف الذي لا يتمكن من متابعة عمله مع الشركة. أما نظام التقاعد فما هو إلا جزء من برنامج الشركة العام، ويجب أن يكون هذا النظام متمشياً مع خطط الشركة الأخرى والمواد المختلفة لنظام العمل والعمال.
وأرامكو تقوم بدراسة إمكانية وضع نظام للتقاعد خاص بالموظفين العرب السعوديين. ولإيجاد نظام عملي للتقاعد، يجب معرفة أعمار الموظفين حتى تتمكن الشركة والموظفون أيضا من معرفة الوقت الذي يصبح الموظف فيه أهلا للتقاعد. إن عدم وجود سجلات ميلاد للعدد الأكبر من الموظفين يجعل الأمر صعبا، وبواسطة الدراسات الخاصة بوفيات السعوديين العرب، يجب عمل تقديرات عن السنوات التي يحياها الموظف المتقاعد، وذلك لكي تعمل الترتيبات الخاصة بإيجاد وتحضير الأموال التي سيجرى دفعها للمتقاعدين.
لا يوجد حتى الآن في المملكة العربية السعودية دراسة لمتوسط أعمار الناس، هذه الدراسة التي من شأنها أن تعطينا المعلومات المطلوبة.
وبالنظر لعدم وجود هذه المعلومات، يقوم رجال الشركة المختصون بالعوائد بالعمل لإيجاد وسيلة أخرى من شأنها أن تساعد على إيجاد مخطط لنظام التقاعد ويوجد هناك مشكلات أقل صعوبة، ومنها مشكلة إيصال شيكات التقاعد إلى أصحابها المنتشرين في جميع أنحاء المملكة، ثم مشكلة أخرى هي كيف نعرف أخبار الوفيات التي تحدث للموظفين المتقاعدين.
إن الشركة تقوم بدراسة هذه المشكلات دراسة وافية، وتأمل أن تضع نظاما للتقاعد يكون في صالح الموظفين العرب السعوديين ويخدمهم على أحسن وجه.
· هل هناك ضمانة في الوقت الحاضر للموظف السعودي الذي يخدم عشرين عاماً ثم يعجز عن العمل، أم أنه يجرى تسريحه بمجرد عجزه عن العمل دون أي ضمان.
- إن الموظفين الذين قضوا في خدمة الشركة مدة طويلة يعطون اهتماما خاصا، فالموظفون العرب السعوديون الذين تنهى أعمالهم بعد أن يكونوا قد قضوا مع الشركة عشرين عاماً يستحقون عوائد الاستغناء عن الخدمة كما نص عليها نظام العمل والعمال السعودي، وفي بعض الحالات التي تعتبرها الشركة تستحق المعونة، يمنح الموظفون فوائد إضافية وخاصة بإنهاء الخدمة. وإذا كان الموظف عضوا في نظام الادخار، فإن الشركة تعطيه مكافأة تبلغ مئة في المئة من مجموع الأموال التي يكون قد ادخرها خلال مدة العمل حتى إنهاء خدمته، هذا إذا كان له خدمة تزيد على 15 عاما، كما ورد في جواب السؤال الرابع. وإذا أنهيت خدمات الموظف بسبب كونه مقعدا اقعادا كليا ودائميا فإنه ينال هبة تبلغ راتب سنة كاملة.
· هل يتمتع الموظف السعودي الكبير بنفس الامتيازات التي يتمتع بها الموظف الأمريكي الكبير في الإجازات والمكافآت والتعويضات أم أن هنالك فوارق؟ وهل لهذه الفوارق من مبررات؟
- إن الأجازات التي ينالها كبار الموظفين العرب السعوديين، وهى تشمل نظام الأجازات الخاصة تساوى تقريبا ضعف ما يناله الموظفون الأمريكيون الذين يعملون في أمريكا، وبالإضافة إلى هذا، فإن الأجازات التي ينالها العرب السعوديون تزيد أيامها على الأجازات التي تعطى إلى موظفي شركات الزيت من أهل أي بلد من بلدان الشرق الأوسط.
إن الأجازة التي ينالها الموظفون الأمريكيون الذين يعملون في المملكة العربية السعودية أكثر قليلا من الأجازة التي ينالها الموظفون العرب السعوديون. وهناك سبب معقول لهذا الفرق وهو أن الأمريكي يقطع نصف الكرة الأرضية حتى يعود إلى البلد الذي تقيم فيه عائلته، وهنالك عليه أن يقوم بإنجاز أعماله الضرورية ويزور الأهل والأصدقاء الذين يراهم مرة واحدة كل سنتين أو ثلاث سنوات.
أما المكافآت والتعويضات فإنها تختلف، وذلك لأنها بالنسبة للسعودي تعتمد على الأحوال الجارية في المملكة العربية السعودية والمنطقة المحيطة بها، وأما الأمريكي فإنها تعتمد على الأحوال في الولايات المتحدة. ولكل فئة من الفئتين منافع خاصة بها لا تستفيد منها الفئة الأخرى. ولنأخذ مثلا، فإن الموظفين السعوديين يستفيدون من نظام تملك البيوت القيم، وذلك فإن مكافآت السعوديين بحسب نظام الادخار أعلى من مكافآت الأمريكان.
وبالإضافة إلى ذلك فإن الموظف العربي السعودي الكفء يعطي دائما الأفضلية لشغل أي وظيفة، ولهذا فإن العربي السعودي في أكثر الأحوال يبقى في وظيفته بصفة دائمة أكثر من أي من موظفي الجنسيات الأخرى.
· يقال أن الشركة خفضت إنتاج الزيت في هذا العام عن الأعوام السابقة، فهل هذا صحيح؟ ولماذا؟
- هذا غير صحيح، أن معدل الإنتاج اليومي للزيت الخام لهذه السنة - حتى الآن - أعلى منه في السنة الماضية. فلقد بلغ إنتاج الشركة في مدة الأحد عشر شهرا الأولى لعام 1959 ما معدله 1084795 برميلا في اليوم. وهذا هو أعلى إنتاج في تاريخ الشركة وهو يزيد على الإنتاج اليومي للعام الماضي بما مقداره سبعة في المئة. وهناك حقيقة أخرى وهي أن إنتاج الشركة للزيت الخام في شهر نوفمبر من هذا العام ضرب رقماً قياسياً في الإنتاج خلال أي شهر مضى وقد وصل الرقم إلى 1210299 برميلا في اليوم.
· نشرت الصحف مراراً أن أرامكو تتبرع لكثير من المؤسسات خارج المملكة في أمريكا وفي البلاد العربية المجاورة، ولا تفعل ذلك بالنسبة للمؤسسات الخيرية بداخل المملكة كصناديق البر وجمعية الإسعاف والمدارس الأهلية، فهل هذا صحيح؟ وهل لا ترون أن المؤسسات السعودية جديرة بمثل هذه التبرعات؟
- إن أرامكو مثلها مثل أي مؤسسة عصرية، لديها برنامج للتبرعات للأعمال المستحقة. ومن غير الصحيح أن أرامكو لا تتبرع في المملكة العربية السعودية. فالشركة تتبرع للمشاريع المستحقة مثل صندوق البر في مكة والمدارس التجارية ومدارس اليتامى وصندوق البر في الرياض وغيرها. والشركة دائما على أهبة الاستعداد لتقديم التبرعات إلى مشاريع البر في المملكة العربية السعودية، إن الشركة تقدم التبرعات في الولايات المتحدة الأمريكية وهي تعتقد أن هذه التبرعات من شأنها أن تكون ذات فائدة للشركة.
وتقدم الشركة التبرعات أيضا إلى بعض المؤسسات المستحقة التي تقوم بالأعمال التعليمية والإنسانية في الشرق الأوسط.
· من المعروف أن زيت المكائن والشحوم هي من منتجات البترول، فلماذا لا تقوم الشركة باستخراج هذين النوعين؟
- أظهرت الدراسات أن الطلب في أسواق هذه المنطقة على زيت المكائن والشحومات لا يبرر في الوقت الحاضر النفقات العالية التي يتطلبها إقامة وتشغيل مصنع لإنتاج هاتين المادتين. ولا يمكن لأي معمل صغير أن ينتج كل أنواع الزيوت التي تحتاجها الآلات الحديثة. وأن تكاليف الإنتاج في معمل صغير يجعل أسعار بيع المنتجات إلى المستهلكين أسعارا باهظة.
· مجلة قافلة الزيت تطبع الآن خارج المملكة. فلماذا لا تطبع داخلها تشجيعا للمطابع الوطنية؟
هذه مسألة اقتصادية فقط، وذلك أنه أرخص بكثير في الوقت الحالي أن تطبع المجلة خارج البلاد. إن إخراج مجلة قافلة الزيت يحتاج إلى جهد عدد من الأخصائيين مثل الفنيين بأعمال التصوير والرسامين والفنانين الذين يضعون تصميم المجلة وغيرهم. وهؤلاء الأشخاص هم موظفون في المطبعة والتي تقوم بطبع المجلة حالياً. إننا لا نحتاج إلى خدمات هؤلاء الموظفين بصفة دائمة. ولكن حينما ترسل المجلة إلى هذه المطبعة التي توظف هؤلاء الأشخاص، فإننا نستفيد من مهاراتهم. ولا يوجد حتى الآن في البلاد مثل هؤلاء الأشخاص، فإننا نستفيد من مهاراتهم. ولا يوجد حتى الآن في البلاد مثل هؤلاء الاختصاصيين، ولكننا نأمل أن يصبحوا متوفرين هنا في المستقبل القريب إن مئات القراء العرب السعوديين يمتدحون قافلة الزيت بالنسبة لطبعها المتقن وتصميمها الممتاز، كما يمتدحونها لما تحتويه من مواد أدبية، وفي أي وقت يصبح من الممكن من وجهة اقتصادية طبع هذه المجلة في المملكة العربية السعودية، وفي نفس الوقت الحصول على هذه الدرجة الممتازة من الطبع، فإنه يسرنا أن نقوم بطبعها داخل البلاد.
· يقول البعض أن الشركة تتهرب من مسئولية العمال السعوديين فتستوردهم عن طريق المقاولين. فهل هذا صحيح؟ وهل المقاولة على العمال أو على الذين يقومون به؟
- تعقد أرامكو مع شركات الأعمال السعودية مقاولات لتقديم خدمات لها. مثل نقليات الموظفين وشحن البضائع ومقاولات أخرى لإقامة المشاريع مثل مشاريع البناء. وهي مسئولة عن إتمام العمل الذي تعاقدت عليه إتماما مرضيا.
ولا توجد مقاولات مع أرامكو الغرض منها تقديم العمال فقط.
وأن الخطة التي تتمشى عليها أرامكو تقضى بأن نحصل على جميع البضائع والخدمات – كلما كان ذلك ممكنا – من رجال الأعمال المحليين. والشركة تعتبر أن هذه السياسة التي اختطتها تعود بالفائدة على الاقتصاد المحلى. إن تأسيس المشاريع العربية السعودية التي يمكنها تقديم أعمال لأرامكو قد ساعد على إيجاد مجموعة من رجال الأعمال التي لا تعتمد كليا على أرامكو.
وهذه المؤسسات العربية السعودية بفضل خبرتها ومهارتها والمعدات الموجودة لديها، يمكنها أن تقوم بأعمال المقاولات للأفراد والشركات بأسعار معقولة.
وقد ظهرت فائدة هذه المؤسسات التجارية بوضوح في التطور السريع الذي حصل في بلدان المنطقة الشرقية. إن الهيئات الإدارية لهذه المؤسسات تتحمل نفس المسئولية بالنسبة لعمالها كالمسئولية التي تتحملها أرامكو بالنسبة لعمالها. لقد أخذت بعض هذه المؤسسات موظفي أرامكو، ووظفتهم عندها بعد أن دفعت لهم أجورا أعلى من أجور أرامكو، وبالإضافة إلى ذلك فإن مكتب العمل والعمال التابع للحكومة يحافظ على حقوق الموظفين الذين يعملون لدى الشركات العربية السعودية، وهو يحافظ على هذه الحقوق بنفس اليقظة التي يحافظ فيها على حقوق موظفي أرامكو.
· من المعروف أن للشركة مكاتب في نيويورك و هولندا و بيروت 0 فهل للسعوديين قسط في وظائف هذه المكاتب؟ أم هى وقف على الأجانب؟
- لدى أرامكو مكاتب في المملكة العربية السعودية و الولايات المتحدة فقط. وهناك شركة فرعية وهى شركة أرامكو فيما وراء البحار. ولها مكاتب في بيروت وهولندا والبلاد الأخرى التي ذكرتها في السؤال. لقد أسست مكاتب شركة أرامكو فيما وراء البحار للحصول على المواد والمؤن والخدمات الهندسية وغيرها من الخدمات الضرورية لأعمال أرامكو في المملكة العربية السعودية. والموظفون في هذه المكاتب يكونون عادة من أهالي البلاد التي تقع فيها المكاتب. ففي هولندا مثلا، أكثر الموظفين من الهولنديين. والتوظيف في مكاتب شركة أرامكو فيما وراء البحار ليس موقوفا على الموظفين الأجانب ، ولكنه لا يعطى للعرب السعوديين وظائف حسنة. أما في مكاتب أرامكو الواقعة في الولايات المتحدة ، فيوجد موظفون سعوديين يعملون من وقت إلى آخر.
· ما هي المساحة التي انتهت الشركة من التنقيب فيها عن الزيت في منطقة الامتياز ؟ وما هي المساحة الباقية؟ وهل في النية استئناف التنقيب في المناطق الباقية؟
- تخلت الشركة عن مساحة تبلغ 103400 ميل مربع من منطقة الامتياز وذلك بعد أن انتهت من التنقيب فيها 0 ويجرى التنقيب الآن عن الزيت تنقيبا منظما وعلمياً في المساحة الباقية من منطقة الامتياز وتبلغ حوالي 340000 ميل مربع.
وتستعمل فرق التنقيب التابعة للشركة أحدث الطرق العصرية. وقد كانت تعمل في أربع مناطق متباعدة ومتفرقة عن بعضها خلال الاثني عشر شهرا الماضية. وقامت فرقة قياس الاهتزازات الأرضية بأعمال التنقيب في شمال وغرب القيصومة الواقعة في الجزء الشمالي الشرقي من المملكة..
ويجرى الآن الحفر التنقيي في الطبقات الأرضية بين خريص وجبرين. وفى المنطقة الجنوبية الغربية من الربع الخالي يجرى التنقيب بواسطة الحفر التجريبي والحفر الذي يهدف إلى جمع المعلومات عن تكوين طبقات الأرض ثم بمسح المنطقة بواسطة قياس الاهتزازات. وفى الجزء الشرقي من الربع الخالي أي في المنطقة الجبلية الرملية أجريت عمليات المسح بواسطة قياس الاهتزازات الأرضية.
إن جزءاً كبيراً من منطقة الامتياز يقع في منطقة قاحلة وعرة المسالك 0 ولذلك فأن أعمال التنقيب تواجه مشكلات يتطلب حلها كثيرا من الوقت. ولقد ابتكرت الشركة أساليب فنية جديدة للتغلب على هذه المشكلات0 ولكي تتابع أعمال التفتيش لاكتشاف مصادر جديدة للزيت في منطقة الامتياز ، فأن الشركة تنفق في هذا العام وحده حوالي 37500000 ريال سعودي.
· يجرى الآن التنقيب عن الزيت في ليبيا. فهل إذا أنتج الزيت هناك بكميات تجارية سيكون له تأثير على إنتاج الزيت في منطقة الخليج العربي وأسعاره؟
- من المؤكد أن الاكتشافات الكبيرة للزيت سواء كانت هذه الاكتشافات في أفريقيا الشمالية أو أي مكان آخر ربما تؤثر على الإنتاج في المستقبل من مناطق الإنتاج الحالية 0 ولكن يؤمل أن زيادة الطلب على الزيت في العالم سيمنع أي تغيرات كبيرة في مناطق الإنتاج الحالية وخصوصا في منطقة الخليج العربي 0 من حين إلى آخر تكتب كبريات المجلات المختصة بصناعة البترول عن التطورات الجارية في منطقة شمال أفريقيا 0 ومن الصعب تقدير هذه المعلومات. وإننا نشعر أننا لسنا في الوقت الحاضر في مركز يؤهلنا للإجابة على هذا السؤال والتكهن بما سيحصل في المستقبل.
· ما هي قيمة مشتريات الشركة من الأسواق المحلية في هذا العام؟ وهل من الممكن زيادتها مستقبلا، وخاصة المواد غير المأكولات – التي يستفيد منها المشروع؟
- إن خطة أرامكو تهدف إلى تشجيع المشاريع التجارية المحلية والصناعية كما أوضحنا في إجابتنا على سؤال رقم 11 ، ففي عام 1958 أنفقت الشركة 96130000 ريال سعودي على ما حصلت عليه من مشتريات وخدمات قدمها المزارعون السعوديون ورجال الأعمال وشركات البناء وسكة حديد الحكومة السعودية. ومن هذا المبلغ أنفق 17625000 ريال سعودي على مشتريات مواد البقالة مثل الطعام والصابون وغيرها من المواد التي تستعمل في البيوت 0 أما الباقي وقدره 78605000 ريال سعودي فقد أنفق على أمور مثل الاكسجين والاسيتيلين وقوالب الاسمنت والدواليب الخشبية والأخشاب وأعمال الإنشاء ومشاريع الترميم واستئجار السيارات وغيرها من الخدمات ومنها نقل الموظفين وشحن البضائع .
وتعتزم الشركة زيادة كمية المشتروات من المواد والمؤن من التجار المحليين بالسرعة التي تتوفر فيها هذه المواد.