«الحمد لله» خير ما نفتتح به هذا العدد الذي تستقبل به (الندوة) عاماً قد بدا وتودع فيه عاما قد انتهى.
عاما مضى على ميلادها وعاما بدا من عمرها الذي نرجو أن يكون طويلا وعريضا.. طويلا في عدد السنين عريضا في مجال الخدمة العامة فعدد السنين وحده مهما زاد لا يورث شرفاً ولا يخلق مجداً ولا يترك دوياً، فكم من صحيفة مضى على صدورها عشرات السنين قنعت من المجد بعدد السنين.. ومن الوجود بالحياة على الهامش.
وعام واحد فقط ليس جديرا بالاحتفاء، ولا ميزانا للحكم ولكننا أردنا أن نتخذ من ختامه فرصة للمحاسبة.. محاسبة النفس.. وتصفية الديون واستخراج الميزانية.. محاسبة وتصفية وميزانية لا تحتاج إلى محاسبين قانونيين.. ولكن إلى محاسبين صحفيين.
قلبنا الصفحات واستعرضنا الأرقام فوجدنا أننا لم نقدم شيئا وقدمنا شيئا.. قدمنا شيئا بالنسبة للطاقة والإمكانيات والظروف.. ولم نقدم شيئا بالنسبة لما نصبو إليه ونحلم به ونود أن نحققه لبلادنا ومجتمعنا وقومنا.
عملنا أشياء ولم نعمل أشياء، عملنا أشياء ساعدتنا على عملها قوتنا المادية والمعنوية، ولم نعمل أشياء اعترضتنا في سبيلها عقبات قاهرة حالت دون إزالتها سواعدنا.
ومن ثم فإني اكتفى هنا بإزجاء الحمد الله وإعلان الشكر له على ما أصبنا من توفيق وما كسبنا لوطننا من خير تقدم وما عملنا وما لم نعمل.. أترك الحديث عما قدمنا وعملنا لقسم التحرير الذي أعد كشف الحساب الدائن، وأترك الحديث عما لم نقدم وما لم نعمل للكتاب والقراء الذين تعاونوا على إعداد كشف الحساب المدين ونرجو أن نتمكن من الوصول إلى ما لم نصل إليه وأن نحقق ما عجزت الإمكانيات عن تحقيقه وأن يكون غدنا خير من أمسنا.
وبعد فالصحافة السعودية تطمع في مزيد من التشجيع.. ومزيد من المساعدة حتى تبلغ مزيدا من التقدم ومزيدا من التطور وتلحق بركب الصحافة العربية في الأقطار الشقيقة.