مضت مدة طويلة جدا على البنايات المقامة حول الصفا والمروه دون أن يتم بناؤها بحيث تصلح للاستغلال المادي بالنسبة للدولة والانتفاع بها كمحلات تجارية ومكاتب بالنسبة للجمهور.
وكلما تساءل المرء عن السر في كل هذا التأخير ينسب إلى المقاول وأخيرا أفلس المقاول – كما يقال – وحجز على أعماله وتوقف العمل في هذه البنايات بصورة نهائية وبدلا من أن تصبح هذه البنايات زينة على جانبي الصفا والمروة أصبحت موضعا لقضاء الحاجة ومختبأ لخفافيش الظلام ومصدرا من مصادر الأذى وكريه الرائحة.
وعلى الرغم من سبق كتابتنا في هذا الموضوع من قبل دون جدوى فإننا لا نيأس من الإصلاح مهما تحملنا في سبيله فإننا نقدم هذا الاقتراح إلى القائمين على أعمال التوسعة:
إن إنهاء هذه البنايات وأشغالها بالمتاجر والمكاتب يغير منظر هذه المنطقة وحالتها من صورة تصدم الخارج من المسجد الحرام إلى صورة مبهجة للنظر على الأقل.
وفي الوقت نفسه تخفيف من أزمة المتاجر والمكاتب التي يكتوي بنارها الكثيرون.
أما ثالثة المكاسب فهو الإيراد الضخم الذي تحققه الاستفادة من هذه البنايات مما يضيع الآن دون مبرر.
والذي نقترحه لن يكلف المشروع مالاً ولا جهداً.
تشكل لجنة لاستلام هذه البنايات من المقاول بأوصافها الحالية ريثما تنتهي المحاسبة والتصفية بين المشروع والمقاول.
ثم توضع لائحة بالشروط التي يجب أن يتم بها إنهاء البناية لكل متجر أو مكتب بحيث تكون متساوية في المظهر والمخبر.
ثم يعلن لكل من يرغب إشغال متجر أو مكتب أن يتقدم بطلبه إلى هذه اللجنة بشرط أن يتعهد بإتمام ما تبقى من عمارة المكتب أو المتجر وفق المواصفات الموضوعة تماما مقابل الانتفاع بالمحل من تاريخ استلامه إلى نهاية عام 79 ثم يكون أحق باستئجاره بأجرة المثل ابتداء من أول عام 1380 ﻫ.
إننا نعتقد أن هذا الاقتراح لن يكلف إدارة المشروع شيئا وسيحقق إنهاء هذه العمارة في أقصر وقت فيتسابق الناس إليها وتتناولها الأيدي العاملة من هنا وهناك فلا يمضي شهر واحد إلا وأصبحت شوارع منظمة ذات منظر يليق بمجاورة المسجد الحرام ونكون قد أزلنا هذا القذى الذي يؤذي العيون والأناف وساهمنا في تخفيف أزمة المتاجر.. كل ذلك عملناه مجانا.