كان بعض السعاة من حجاج بيت الله الحرام ينتقدون وجود المسعى بين صفين من دكاكين البيع والشراء ويعتبرون ذلك من وسائل التشويش على السعاة وقد استمر هذا الوضع أكثر من عشرة قرون رأى بعدها جلالة الملك سعود المعظم أن يحقق رغبة هؤلاء النقاد فيزيل تلك السوق التجارية عن هذا المشعر ويضيفه إلى المسجد الحرام كجزء منه.
ولهجت الألسنة بالدعاء للعاهل العظيم الذي حقق للمسلمين أمنية من أعز الأماني عجز دونها الأوائل وأزيلت المتاجر والبيوت وقام هذا البناء الشامخ العظيم، بناء المسعى الجديد وقلنا تحقق للسعاة من الحجاج والعمار الطمأنينة التامة وهم يؤدون مناسكهم في هدوء وانصراف إلى الله.
ولكن سرعان ما تبدد هذا الحلم الجميل تحت وطأة هذه السيارات التي يأبى ركابها إلا أن يقفوا بها عند باب المسجد وفي وسط المسعى بعد أن تقطع الطريق وسط السعاة مرسلة منبهاتها المزعجة ونفيرها المنكر. تصم آذانهم وتبعث في قلوبهم الرعب وتدخل في نفوسهم الفزع.
والذي أذكره أن ديننا ينهي كثيرا ويحذر من الإيذاء أو الإضرار بمن يؤدى عبادة من العبادات كالذي يتخطى رقاب المصلين أو يزاحم الطائفين والساعين وأي أذى أبلغ من هذا الأذى الذي ينزله مزاحمو السعاة بسياراتهم؟
ولا أدري من المسئول عن دخول السيارات إلى المسعى؟ أهي إدارة المرور. أم إدارة المشروع.. كما اعتذرت أمانة العاصمة ومديرية الأوقاف من قبل.. بأن كل ما يحيط بالمسجد تحت مسئولية إدارة المشروع؟
لقد قال لي سمو الأمير متعب أمير منطقة مكة في مجال الحديث عن حب جلالة الملك المعظم للنظام وحرصه على تنفيذه أن سائق السيارة الملكية - في موسم سابق أراد مخالفة نظام المرور حتى بلغ منطقة يشرف عليها سمو الأمير متعب بعد أن قطع شوطاً كبيراً، وما أن أبلغ سمو الأمير جلالته أن السير هكذا مخالف لنظام المرور حتى أمر جلالته السائق بالعودة من حيث أتى والسير وفق نظام المرور.
وهذه الحادثة نفسها وما يتمتع به جلالة الملك المعظم من تعظيم شعائر الله في كل المناسبات يجعلني أجزم أن جلالته لو طلب منه أن يترجل من خارج المسعى فإنه سيفعل دون إحراج وسيقطع المسعى إلى المسجد مشيا على قدميه دون مشقة ولن يطلب أن تقف سيارته أمام باب المسجد الحرام كما يفعل الآخرون.
والآن.. وقد أصدر جلالة الملك المعظم أمره الكريم بمنع دخول السيارات إلى المسعى.. فإن أكف الشعب السعودي خاصة والحجاج المسلمين من مختلف بقاع الأرض – ترتفع إلى الرحيم الرحمان، في شهر رمضان.. بأن يحفظ الله جلالته حامياً لحمى الحرمين الشريفين، وأن يوفقه ويعينه على نصرة الإسلام والمسلمين.