إنني أستطيع أن أقول وأنا جازم أنه لا يوجد سعوديون عاطلون بالمعنى الصحيح الذي تعنيه هذه الكلمة أو بالعدد الذي يمكن أن نقول معه أن لدينا عمالا عاطلين.
أقول هذا بعد تجربة قمت بها في العام الماضي إذ تبنيت فكرة وفتحت صفحات الندوة لهذا الموضوع وأعلنت عن التوسط للسعوديين لتشغيلهم في المؤسسات فلم يتقدم سوى عدد بسيط جدا وكلهم يطلبون وظائف كتابية رغم رداءة الخط وضعف المستوى الثقافي ومن يتواضع منهم يطلب وظيفة فراش أو مراسل، وعندما كنت أعرض على أحدهم العمل بالمطبعة يهرب ثم لا يرجع إلى.
ولا أدري ماذا سيكون الأمر لو طلبت منهم العمل في مطعم أو مقهى أو كناسة؟
وحقيقة أخرى أحب أن يعرفها الذين ينادون بمزاحمة العامل الأجنبي للعامل السعودي وهي أنه لا يوجد عمال سعوديون يسدون حاجة البلاد ودليلي على ذلك أن الزراعة وهي التي كان المفروض أن يكون عمالها من السعوديين أصبحت تعتمد على غيرهم لعدم وجودهم فكيف يمكن إيجادهم في المدن وتشغيلهم في أعمالها؟!
وليس معنى هذا أننا نطالب بالاستمرار في استخدام الأجانب وتفضيلهم على السعوديين ولكن الذي نعنيه هو تنظيم تدريب العمال السعوديين القادمين من القرى والبادية على الأعمال التي تتطلبها المدن جنبا إلى جنب مع الأجانب الموجودين بإشراف مكاتب العمل والعمال حتى إذا وجد عندنا العدد الكافي لتسيير الأعمال دون اختلال وبالتدريج استغنينا عن استخدام الأجانب واستفدنا من الأيدي السعودية العاملة واضطر الأجنبي بطبيعة الحال إلى الرحيل دون حاجة إلى ترحيله أو مضايقته ونكون بذلك أيضا أوجدنا طبقة عمالية نستطيع أن نعتمد عليها في مستقبلنا الصناعي والزراعي.
إما أن نتأثر بعواطفنا ونردد دائما: أخرجوا هؤلاء دون إيجاد من يخلفهم فإنه خطأ أرجو ألا نقع فيه مرة أخرى!!
وفي إمكاننا البدء من الآن في إخراج العاطل والفاسد والمتسول ثم كل نوع نتأكد من وجود من يخلفه من السعوديين خير خلف فنضمن بذلك مصلحة المجتمع بشقيه آجر ومأجور.