طالع القراء في عدد أمس البيان الحكيم الذي أصدرته الحكومة السعودية الجديدة على إثر عقد أول جلسة لها برئاسة حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم.

طالعه القراء ورأوا ما اتسم به من خطط رشيدة واتجاهات صحيحة في الحقلين الداخلي والخارجي.

ولعل أشد ما يبعث على الغبطة هو تفضل جلالة الملك المعظم بشكر الحكومة السابقة التي كان يرأسها حضرة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل ولي العهد المعظم وتقدير ما قامت به من أعمال جليلة طيلة إضطلاعها بمسؤولية الحكم مما يطمئن كل عامل مخلص في خدمة بلاده ومليكه أن عمله مقدور مشكور.

وثاني ما يؤدي إلى الاطمئنان على مستقبل هذه الحكومة الجديدة هو هذه النصيحة الغالية التي أسداها جلالته إليها – وهى آخذة نصب عينيها أولا وقبل كل شيء تقوى الله في جميع تصرفاتها وأعمالها التي يجب أن ترتكز على دعامة من التمسك بتعاليم ديننا الحنيف وعروبتنا المجيدة، وأن يكون رائدها الأول خدمة أبناء الشعب بعد أن توسم جلالته في أعضائها الخير بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني.

وفي البيان بشريات أخرى منها:

1- وضع نظام أساسي للحكم مستمد من الدين الإسلامي يحدد اختصاصات الجماعات والأفراد ويبين حقوقهم وواجباتهم.

2- إنشاء جهاز خاص للقيام بتخطيط كامل وتوجيه صالح لاقتصادنا.

3- إصدار نظام المقاطعات تسهيلا لإدارة دفة الحكم وتحقيقا للامركزية.

إنها بشريات نرجو مخلصين – أن ييسر الله تحقيقها على يد هذه الحكومة ويوفقها للقيام بها وبغيرها من الأعمال التي تنشر الرفاهية وتبث العدالة وتهدف إلى الخير لكافة أبناء الشعب.

وبعد..

فلا يظن أحد أن منصب الوزارة مجرد تشريف وثقة.. فإنه في الواقع تكليف وامتحان أكثر منه تشريف وثقة وسيقترن هذا التكليف بعون الله وهذا الامتحان بالنجاح إذا ما أخذ السادة الوزراء بالنصيحة الملكية الغالية لأن الله دائما مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.