استرعى انتباهي أمس استرحام مرفوع إلى جلالة الملك المعظم من امرأتين تذكران أن زوجهما وعائلهما وأطفالهما السبعة مسجون منذ سنتين نتيجة لحكم عليه بسبعين ألفا من الريالات سدد بعضها وعجز عن تسديد الباقي وما زال سجينا.
وعندما بحثت عن هذه الأسرة المعذبة وجدتها حقا مكونة من امرأتين وسبعة أولاد في حالة لا أستطيع تصويرها من البؤس والحرمان بل الجوع لولا ما يتصدق به عليهما بعض الجيران تارة وتارة لا يجدون ما يفطرون عليه.
وأنا لا أتصور أن يظل المدين سجينا كل هذه المدة وتشقى أسرته وأولاده هذا الشقاء ويبقى في السجن ما شاء الله إذا كان هذا السجين معسرا ليس لديه ما يسد به دين دائنيه والقرآن الكريم الذي هو دستورنا يقول : "فإن كان ذا عسرة فنظرة إلى ميسرة".
كما أنني أعتقد أن فقهاء الإسلام أوضحوا الطريقة التي يمكن للمدين أن يسدد بها دينه وليس منها السجن حتى يسدد ما عليه من الديون.. وأنى له أن يسدد ما دام سجينا؟! وكيف؟ إذن فإنه السجن المؤبد!!
لذلك وددت أن أضع هذه الحالة أولا تحت أنظار سمو وزير الداخلية وقد وعد يوم زيارة سجن مكة أن يعيد النظر في حالات المساجين لعل سموه يجد له مخرجا يستطيع به أن يؤدي واجب أسرته ويسدد ما عليه من ديون.
ثم أضع هذه المأساة تحت أنظار المحسنين من أمة محمد في هذا الشهر الكريم للإحسان إلى هذه الاسرة المنكوبة ومقرها لمن يريد أن يوصل الإحسان بنفسه بجوار مطابع دار الثقافة بالزاهر مع استعداد مكتب الندوة بالغزة لقبول كل إحسان وإيصاله إليهم والله الموفق.