لقد من الله على المسلمين منذ أربعة عشر قرنا وثيقا في مثل هذه الأيام السوالف فأعلن جل جلاله "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا".
ومن نعم الله الجديدة التي لا تحصى أن قيض الله لهذا البلد المقدس الذي يفد إليه مئات الآلات من المسلمين من شتى أقطار الأرض يختلفون في كل شيء.. في طبائعهم.. في أخلاقهم.. في أشكالهم.. في مذاهبهم.. إلا أنهم متحدون في شيء واحد، ذلك هو إسلامهم.. إسلامهم الذي أجابوا دعوته لهذا الاجتماع السنوي في هذه البقعة المقدسة من الأرض ليشهدوا منافع لهم.
قيض الله لهذا البلد حكومة على رأسها ملك جعل من نفسه راعيا لكل حاج يسهر على راحته ويعمل جاهدا على تيسير مهمته ويسخر كل إمكانياته في سبيل أمنه وتحقيق آماله ورغباته.
فبقدر ما يتزايد عدد الحجيج كل عام تتزايد الخدمات والمرافق ووسائل الراحة للحجاج ففي كل عام طرق جديدة وخدمات طبية جديدة وعيون من المياه جديدة ووسائل لحصول الحاج على حاجته من المياه المثلجة وغير المثلجة مجانا وبدون مقابل.
ملك ساهر يسأل في كل خطوة يخطوها عن أحوال الحجاج ويتفقد شئونهم ويستفسر عن صحتهم كما يتفقد الإنسان ويسأل عن أفراد أسرته.
لقد أدى حجاج بيت الله فريضتهم هذا العام وراحوا يلهجون بالثناء والدعاء للعاهل العظيم لما كانوا يلقونه من العناية والرعاية منذ أن وطئت أقدامهم أرض هذه البلاد حتى الآن وتجلى ذلك في أحاديث الكثيرين منهم ممن أتيحت لهم فرص التحدث في الحفلات والاجتماعات فما غشيت حفلة أو اجتماعا أو حتى جلسة عادية إلا وسمعت ثناء عاطرا وشكرا جزيلا لهذه الحكومة الساهرة على رعاية الحجاج.
وبعد.. فإن من واجبنا أن نحمد الله على توفيقه ونسأل الله المزيد منه ونضرع إلى الله أن يحفظ إمام المسلمين وحامي الحرمين الشريفين وأن يجزي رجال حكومته الساهرين على خدمة حجاج بيت الله أفضل الجزاء وأن يتقبل من الحجاج حجهم وعمرتهم.