لماذا يحتفي الناس بذكرياتهم هل يحتفون بها لمجرد أنها ذكريات تذكرهم بيوم جميل عبر في أيام حياتهم أم لأنها بدء لانطلاقة جديدة في تلك الحياة يحيونها كل ما حان موعد ذكراها بغية الاستزادة من تلك الانطلاقة وتقوية اندفاعها إلى الأعلى.

من الناس من يحتفي لهذا السبب ومنهم من يحتفي لذاك ولكن الذكريات التي تخلد على مر الزمان وتبقى على مر الدهور هي الذكريات التي يبدأ معها تاريخ نهضة وتظل مقرونة دائما بجلائل الأعمال ومفاخر الأفعال.

وذكرى جلوس جلالة الملك سعود على عرش هذه البلاد ذكرى متجددة لا تعود بنا فقط إلى ذكرى يوم الجلوس فحسب بل تتجدد في كل عام عندما يستعرض الإنسان ماذا تحقق لهذا الشعب من آمال خلال كل عام من الثمانية الأعوام الماضية.

فالذي زار الرياض مثلا قبل ثمانية سنوات ثم قبل أربع سنوات ثم يزورها الآن فإنه لامس ذلك التطور الحثيث وتلك النهضة الشاملة من عمرانية واقتصادية وثقافية واجتماعية مما لا يخفى على ذي بصيرة.

وما يقال عن الرياض يقال عن كثير من مدن المملكة كمكة وجدة والمدينة والطائف وينبع وعنيزة وبريدة والقطيف والإحساء وكثير من مدن المنطقة الوسطى والشرقية فعجلة التطور تسير في كل هذه المناطق بسرعة فائقة وإن لم تتساو في حظ كل منها ولكنها العجلة تسير والمستقبل كفيل بأن يوصل إلى كل منطقة نصيبها موفورا.

وبعد.. فماذا أريد أن أقول في هذه المناسبة؟! إنني أترك الحديث للأرقام والتواريخ فهي التي تتحدث حديث الصدق الذي لا يكذب، وتكشف عن الحقائق التي لا تمارى، وفي هذا العدد قطرات من مطر وقليل من كثير تشارك به (الندوة) على ضعف في الجهد وقلة في الإمكانيات في تحية هذه الذكرى وتتجه إلى الله ضارعة أن يسدد خطا قائد هذا الشعب سعود وأن يأخذ بناصيته إلى الخير وأن يزيد من توفيقه ويمده بروح منه.