كتب الصديق الأستاذ عبد الله عريف في إحدى كلماته الهادفة التي ينشرها بصحيفة المدينة ينعي على تجارنا المساومة في البيع والشراء مع الحجاج والآثار السيئة التي تترتب عليها.
والملاحظة في محلها لو كان الحجاج الذين يتسوقون من متاجرنا جميعهم على درجة من الوعي تتيح للتاجر السعودي التزام السعر المحدد كزميلة التاجر في البلدان الأخرى.
هذه نقطة واحدة، أما النقطة الثانية فهي أن المساومة موجودة في كل البلدان السياحية التي يزورها الأجانب حتى في أرقى البلاد الأوروبية.
والسعر المحدد يمكن التزامه مع مواطني البلدة إذا عودهم التاجر ذلك أو اشتهر المتجر به.
وتحضرني بهذه المناسبة تجربة مرت بي فكانت مريرة.
عندما أسست مكتبة الثقافة بمكة حاولت أن ألتزم السعر المحدد ووضعت لافتة صارخة وسجلت سعر الكتاب عليه فاعتبر بعض الأصدقاء ذلك شذوذا وأخذ كل صديق يسأل:
هذا للناس، وأنا لي بكم؟! وعندما أصر على السعر يرمي بالكتاب ويذهب مغاضبا بحجة أنني لم أكرمه؟!
ولكنه مع الأيام استطاع العملاء أن يقتنعوا بالسعر المحدد ولا تزال المكتبة تتعامل به إلا في موسم الحج فقد اضطرت المكتبة إلى تجاهله إذ فشلت فيه فشلاً ذريعاً فالحاج الذي ألف المساومة لا يقبل إلا أن تنزل به عن شيء، مهما كان هذا الشيء بسيطاً ولو نصف ريال، أما إذا أصررت على السعر فإنه يرفض الشراء منك ولم تجد المكتبة بدا من الارتفاع بالسعر مبدئيا ثم الانخفاض به إلى السعر المحدد كحد نهائي.
فالمساومة لا بأس منها إذا كانت في الحدود المعقولة أما المساومة التي تستحق اللوم فهي الارتفاع بالشئ إلى أضعاف سعره ثم الانخفاض به إلى ربع السعر أو نصفه فتلك نقيصة ينبغي أن يترفع عنها التاجر السعودي.
رمي الجمرات
بين يدي الآن رسالة من القارئ السيد عبد العزيز جستنيه يتحدث فيها عن حاجة بعض الحجاج الساكنين في منى بعيداً عن مناطق الجمرات إلى مطايا يركبونها تخفف عنهم مشقة البعد ويقترح إحداث موقف لعربات مثل عربات السعي عند مدخل الشارع العام في منى عند المستشفى أو مسجد الخيف ليتخذها من يريد من الحجاج مطايا توصله إلى الجمرات طالما أن السيارات ممنوعة ويطلب من قلم المرور إحداث هذا الموقف والسماح للعربات بالعمل..
وفي اعتقادي أن هذه العربات لو وجدت لما عارض فيها قلم المرور ولأوجد لها موقفاً وقام بتنظيم سيرها ولكن المشكلة أن أصحاب العربات في هذا الوقت بالذات مشغولون بتشغيلها في المسعى.
الأفلام الأمريكية
وهذه رسالة أخرى من القارئ السيد علي ناصر العكيبان يعقب فيها على ما نشره الدكتور عصام خوقير وأيدته أنافي كلمة سابقة لي بهذه الصحيفة عن أضرار الأفلام الأمريكية التي يقوم بعرضها التلفزيون.. أفلام المغامرات بالمسدسات وخرافات بن كيسي – على حد تعبيره – ويتساءل ألا يوجد في البلاد العربية أفلام بلغتنا تفيد المشاهدين وتنفعهم؟ أليس هناك أفلام تمثل الفاتحين المشهورين في الإسلام كخالد بن الوليد وصلاح الدين وغيرهما؟! أليس هناك أفلام لمشاهير العرب قبل الإسلام كعنترة مثلا؟! أليس التعرف على شخصيات هؤلاء والمحافظة على تراثنا واجب ديني ووطني بدلا من التعرف على تراث مراهقي تكساس وفرجينيا.
وأنا أضع هذه الملاحظة تحت أنظار المسئولين عن التلفزيون والمدافعين عن برامجه راجيا أن تكون موضع دراسة ونظر والله الموفق.