الثلاثاء, 29 يناير 2013 21:13

نعم.. البترول سلاحنا.. ولكن..

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

أيهما أجدى على العرب أن يستمر إنتاج البترول وضخه وبيعه فترتفع واردات الدول المنتجة ويرتفع مستوى معيشة سكانها وتصبح قادرة على شراء الأسلحة وتقوية جيوشها وتسليحها بأحدث الأسلحة بل وإنتاج بعضها!!

أم وقف ضخ البترول ومنع بيعه عن هذه الدولة أو تلك الأمر الذي سينتج عنه انخفاض الإنتاج ونقص الواردات وبالتالي وقف مشروعات التنمية وتدهور مستوى المعيشة وعجز الميزانيات عن مواجهة متطلبات الحياة العادية فضلا عن التسليح وتقوية الجيوش وتجهيزها؟!

إن أي سلاح تتوقف جدواه على طريقة استعماله وإحسانها أو الانحراف بها عن الطريق السوي حتى السيف لو كان في يدي خائر أو غير رشيد لأصبح وبالا عليه.

وعبارة البترول سلاحنا كلمة حق أريد بها باطل فمن المسلم به أن البترول سلاحنا في المعركة أية معركة ولكن هذا السلاح ينبغي أن نحسن استعماله ففي إساءة استعماله ضرر بالغ يحوله من سلاح لنا إلى سلاح علينا.

لو كان البترول مقصورا وجوده على بلادنا فقط ولا يمكن الاستعاضة عنه فإن منعه عن أعدائنا يكون مفيدا وسلاحا.

أما أن يكون هذا البترول موجود بل ومتوفرا عند غير العرب، وبعض من يوجد لديهم يتحرقون على إيجاد أسواق له فلا يجدونها بسبب تواجد بترول العرب فإننا نكون بهذا التصرف من أولئك الذين يخربون بيوتهم بأيديهم.

ومن يدري فقد تكون فكرة قطع البترول مؤامرة تهدف إفقار العرب وإضعاف إمكانياتهم وإهدار قدراتهم ليرضوا بتصفية قضية فلسطين لا ليكسبوها كما يقال لهم الآن.

نعم البترول سلاحنا في المعركة ولكن علينا أن نحسن التصرف في استعمال هذا السلاح دون الالتفات إلى تضليلات الحاقدين ودون انسياق وراء العواطف الفائرة على غير هدى فالحروب لا تدار بالعواطف والمعارك لا يكفيها مجرد تحريك العواطف بل لابد إلى جانب ذلك من القوة والعتاد، والفقر والتقشف وربط الحجر على البطون ليس ذلك من أسباب القوة.

ثم عمن نقطع البترول ولحساب من؟!

لقد تواترت الأنباء عن محاولة الاتحاد السوفياتي إحلال بتروله محل بترول العرب وسد حاجة أسواق أوروبا منه وهي إحدى طعنات الاتحاد السوفياتي لأصدقائه العرب الذين بات بعضهم يعتمد عليه ويثق بصداقته وينام ملء جفونه اطمئنانا إلى مواعيده.

وإذا كان الملك حسين يؤكد بأنه بات مقتنعا بأن أمريكا وبريطانيا لم تشتركا مع إسرائيل في محاربة العرب فعمن نقطع البترول إذن؟!

كان المبرر الوحيد لوقف ضخ البترول هو قطعه عمن شارك في العدوان علينا ولم يقم أي دليل حتى الآن على اشتراك بريطانيا وأمريكا في العدوان بل صرح أحد قادة العرب وأكبرهم خسارة في المعركة أن هذا لم يحصل فكيف نقطعه عنهما فقط ونخسر هذه الملايين الضخمة ونسعى بأرجلنا إلى الفقر والخراب والتدهور الاقتصادي دون أن نعرف الثمار التي سنقطعها بعد ذلك؟!

هل ستركع الدول التي قطعنا عنها البترول وتخضع لمطالبنا؟! أم سنسجد نحن لمزيد من المطالب بعد الإفلاس والخراب؟

أو أينا سيكون أطول نفسا وأقدر على الصبر؟

إنها على العموم مغامرة تحتاج إلى كثير من التفكير والتبصر وبعد النظر وبعيدا عن الارتجال والانسياق وراء التيار الجماهيرى الساذج.

تلك أولى النقاط التي وددنا أن نوجه إليها الأنظار لإعطائها حقها من الدراسة والتأمل إذ أن ما نشر عن إحصائيات خسائر الدول العربية من جراء قطع البترول لا يبشر بخير ولابد من إعادة النظر في الموضوع على أساس من العقل والاتزان وبعيداً عن الغوغائية واستفزاز الجماهير.

أما النقطة الثانية فهي تجربة "الإسلامية" في معركتنا القادمة مع إسرائيل بعد أن فشلت تجربة الاشتراكية والتحررية والثورية ولم يجن العرب من الجري وراء تلك الشعارات إلا هذه النكسة التي أصبح الواحد منا يسأل نفسه: كيف وقع هذا؟! اتهزمنا هذه العصابة التي ما زلنا نسميها دويلة! اتهزمنا رغم الدفاع المشترك والوحدة العسكرية؟! وهل يكفي في تبرير هزيمتنا أن نتهم هذه الدولة أو تلك بمساعدة عدونا ونحن سلفا نتوقع هذه المساعدة.

لقد انتصر العرب في معاركهم في الماضي وفتحوا الدنيا ودكوا حصون الكفر والبغي تحت راية لا إله إلا الله فهلا خضنا معركتنا الحالية تحت هذه الراية راية الوحدة والتوحيد بعيدا عن الشعارات الزائفة فقد كان أبو لهب وأبو جهل وأئمة الكفر وجيشهم الجرار في معركة بدر من الذروة في العروبة فلم تنتصر عروبتهم أمام القلة المؤمنة التي كان شعارها وهتافها لا إله إلا الله والله أكبر.

إن من أهم أسباب هذه النكسة هو هذا التفرق الذي منيت به البلاد العربية من جراء الاختلاف حول المذاهب والشعارات المستوردة التي منذ أن حلت ببلاد العروبة لم يحل بها خير وبات لزاما علينا أن نرجع إلى الإسلام ومبادئه وأخلاقه وسياسته.

فلنخضها حربا إسلامية مقدسة وليسبق ذلك وحدة إسلامية أو تضامن إسلامي يتلاقى فيه قادة المسلمين في كل مكان على كلمة سواء والله معنا ولن يبترنا أعمالنا ولم نغلب ولن نغلب من قلة ولكننا غلبنا من التفرق والتنازع والتراشق وصدق الله العظيم إذ يقول: «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم».

معلومات أضافية

  • العــدد: 2561
  • الزاوية: كل اسبوع
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: الندوة
الذهاب للأعلي