الثلاثاء, 29 يناير 2013 21:14

كيف نزيل «آثار العدوان»

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

وإلى أي مدى يمكن الاعتماد على عدالة الأمم المتحدة؟ وهل للعرب سياسة موحدة يمكن الاعتماد عليها؟ هذه أسئلة أو استفهامات تكاد تدور في مخيلة كل مواطن عربي وهو يعيش هذه البلبلة في حياته وأفكاره حتى يكاد يداخله اليأس ويتملكه التشاؤم لولا الثقة بالله والإيمان بعدله ورحمته..

فريق من العرب يريد أن يستعين بالدول الشيوعية مضحيا بكل شئ.. بمعتقداته.. بمقدساته.. بتقاليده.. بأخلاقه من أجل كسب ود هذه الدول مغمضا عينيه عن جميع مساوئ هذه الدول متناسيا قاعدة : الكفر ملة واحدة متعاميا عن المصالح الكبرى التي يلتقي عندها أولئك الكبار ولا يتورعون من تقديم كل الأصدقاء الصغار ضحايا على مذبح تلك المصالح وفي سبيل تحقيقها..

وفريق آخر يعلق الآمال – كبار الآمال – على الدول الرأسمالية متوقعا أن يجد عندها الحل ناسيا هو الآخر أن هذه الدول هي التي باركت وجود الخصم وهي التي شجعته على كل خطوة من خطوات عدوانه..

وفريق ثالث يظن بالأمم المتحدة خيراً ويأمل أن يجد عندها الإنصاف وإقرار الحق مع أن تجارب عشرين سنة أثبتت أن هذه الجمعية لم تعمل شيئا للعرب.. حتى ولو استطاعت أن تقول كلمة الحق في بعض الأحيان، فإن كلمتها لا تجد نفاذا عند العدو المدلل..

وفريق يرى أن القوة هي السبيل الوحيد للوصول إلى الحق ولكنه لا يأخذ بأسباب القوة اكتفاء بالكلام تلك صورة واحدة من صور البلبلة التي يعيشها المواطن العربي وهو عاجز عن الحكم أي الفرقاء على حق..

أما الصورة المحزنة المؤسفة المزعجة فهي هذا التدهور والسير إلى الوراء في قضية العرب الكبرى..

كان العرب يطالبون بأرض فلسطين كلها ولا يقبلون بالتفريط في شبر منها ويرفضون أية قسمة..

رفضوا أولا مشروع التقسيم الذي وضعته اللجنة الإنجليزية وهو يعطي اليهود أقل من ربع فلسطين في سنة 1937.

ثم رفضوا مشروع الأمم المتحدة الذي أعطى لليهود نصف فلسطين 1947..

ثم استولت إسرائيل على ثلثي فلسطين بالقوة والعدوان سنة 1949 ولجأت الدول العربية إلى الأمم المتحدة لعلها تنصفها فلم نفعل رغم مضي عشرين عاما.

واستولت على جميع فلسطين بالقوة أيضا في سنة 1967 وتكررت المأساة ورجع العرب إلى الأمم المتحدة، وتكرر الموقف العجيب ثم تبدو للعيان الصورة الثالثة الكئيبة هذا التفرق والشقاق الذي يسود العالم العربي في كل شيء.. في السياسة.. في الاقتصاد في نظام الحياة.. في العمل.. في القول.. الأمر الذي أدى بالعرب إلى هذا الموقف الضعيف فراحوا يستصرخون بمجلس الأمن أحيانا وبالأمم المتحدة أحيانا أخرى شاكين من اعتداءات إسرائيل باكين من استيلائها على أراضيهم قانعين بإعادة ما استولت عليه أخيرا فقط وكأن جميع ما سبق أن اغتصبته من أرض فلسطين أصبح غير ذي موضوع.

إنها - والله - صور ينزف لها قلب المواطن العربي دما وتنحني هامته خجلا ولا يدري إلى أين المصير. فهلا رجع إخوتنا الخارجون إلى الرشد وجمع كلمة العرب والتخطيط للمعركة القادمة صفا واحدا؟

نرجو فإن ذلك هو السبيل الوحيد لإزالة "آثار العدوان" وإلا فسنظل نبكي على فلسطين، ونندب حظ المشردين وسوف لا تقف أطماع اليهود عند حدود فلسطين..

وفي وحدة الصف العربي وتناسى الماضي بخيره وشره مع الاعتماد على الله ثم على أنفسنا وقدراتنا المادية والبشرية أفضل ضمان للنصر والله الموفق وهو المستعان.

معلومات أضافية

  • العــدد: 2567
  • الزاوية: كل اسبوع
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: الندوة
الذهاب للأعلي