الاثنين, 08 أغسطس 2011 12:32

فأران ضخمان

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

أحد هذين الفأرين استمر في العبث بمصالح البلد الذي يعيش فيه وأهله ويعيث في ماله وأرضه فسادا ويكابر ويعاند حتى إذا ما أحس بقرب اصطياده وقطم رقبته أدرك نفسه ففر هاربا ليختبئ في إحدى السفارات كلاجئ..

وفي نظري أن هذا الفأر كان نصف عاقل ولولا أن الفأر الآخر كان على علاقة به وتحريض له وإمداده بالسلاح والقوة لانتهى وفر منذ زمن طويل والآن يعيش في المصيدة يرتعد من الخوف ويرتجف من الرعب في انتظار مصيره الأسود المجهول يلعن سنسفيل الفأر الأكبر الذي شجعه على العناد بدون حق.

أما الفأر الآخر المجنون حقا والذي صم أذنيه عن جميع النصائح وركب رأسه واستمر في ضلاله حتى وصل إلى طريق مسدود فإنه ليس أحسن حالا بل دخل برجله إلى المصيدة وإن كان لم يدخل قلبه الخوف ولا الرعب لا شجاعة وثباتا على المبدأ ولكن نتيجة لفقدانه العقل فقدانا كاملا فالمجنون قد يتخيل نفسه عنترة وقد يتخيلها شمشون الجبار. وقد يغامر فيلقي بنفسه إلى التهلكة وهذه هي النهاية.

لقد انتهى الفأر الأول وكشف الله الغمة عن لبنان الحبيب وبقي أن يدرك الساسة اللبنانيون واجبهم إزاء وطنهم ومواطنيهم وطرح خلافاتهم ونبذ أطماعهم في الرئاسات والحزبيات والمليشيات ويعيدوا إلى لبنان حريته واستقلاله وإلى شعب لبنان رفاهيته وازدهار حياته واسترجاع مكانته في المجتمع الدولي.

فحسب لبنان وشعبه ما قاساه في تلك السنين السوداء الغابرة.

وهذا فأر العراق يعيش أيامه الأخيرة في مصيدة واسعة نوعا ما وإن كانت ستضيق مع الأيام حتى يختنق فيموت فيها هما وغما أم يهجم عليه شعب العراق فيستأصل شافته ويريح العالم منه لأن التجارب أثبتت أنه قلما يعود المجنون إلى عقله فالأمل – رغم تفاؤل المتفائلين – ضعيف جدا.. حقا أننا لا نريد أن يموت جندي عراقي واحد من أجل صدام فإنه يعتبر خسارة لا يساويها هذا الفأر الأسود الذي نريده أن يكون الضحية الوحيدة في إنهاء هذا العدوان القذر الذي أساء إلى العرب والمسلمين إساءة بالغة إذ ظهر فيهم هذا السفاح الذي لم يراع حرمة الجوار ولا حرمة الأخوة الإسلامية ولا حرمة الدم العربي ولا حرمة القوانين والمواثيق الدولية وحقوق الإنسان بل داس كل القيم والأخلاقيات التي تعارفت عليها الأمم.

فلنتصور معا كيف يعيش هذا الفأر مذعورا في الدور السابع تحت الأرض يخاف حتى من أقرب المقربين إليه وولده والناس أجمعين وربما من نفسه فهل هذه حياة؟! أم أنها الموت بعينه.. بل الموت كل ساعة ودقيقة لا يدري من أين تأخذه الصاعقة وكيف تخسف به الأرض؟! وهل سيأتيه الموت نائماً أو قاعداً!؟ صباحاً أو قائلاً!؟ ليلا أو نهاراً؟ لقد روع الآمنين فروعة الله وأذاقه لباس الخوف وسيظل كذلك حتى يأتي أمر الله وما هو من الظالمين ببعيد.. اللهم عجل به كيف شئت وبما شئت ونج بلادك وعبادك من بغيه وعاقبة ظلمه وخذه وحده أخذ عزيز مقتدر فإنك على كل شيء قدير.

الذهاب للأعلي