الاثنين, 18 فبراير 2013 20:04

صباح الخير هذا.. شرك، وهذه... بدعة!!

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

بقلم: رئيس التحرير

كانت أحاديث الناس كل أيام العيد عن الرجل الذي قام وسط المسجد الحرام ينهي عن التكبير والتهليل بالطريقة الجماعية المعروفة عندنا منذ مئات السنين ويقول إنها بدعة..وكل بدعة ضلالة ..وكل ضلالة في النار ..ثم لم يجد من يقول له: يا هذا ما هي البدعة ؟وكيف يمكن إن يسمي التهليل والتكبير في جماعة بدعة وقد جاء في الحديث القدسي على لسان الرب جل وعلا: ﴿من ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير من ملئه؟ وما هو وجه البدعة في أن ينادي رجل أو أكثر: الله اكبر.. الله اكبر ثم يقول الناس بعده مرددين ما يقول من ذكر الله ؟!أليس في هذا تذكير للغافل وتنبيه للناسي؟!

وأظرف نكته قالها رجل من العوام في احد المجالس : قيل لفرعون لم تفرعنت ؟!قال: لأني لم أجد من يوقفني عند حد!!..

وهكذا لم يجد الذين يتصدون للعامة من الناس فيقولون لهم مرة هذا شرك.. ومرة هذه بدعة.. ومرة هذا لم يفعله السلف الصالح-

- لم يجد هؤلاء الذين اتخذوا من هذه الدعاوي وسيلة للارتزاق والتقرب من رجال الدين من يقول لهم قفوا عند حدكم فليس هذا بدعة وليس هذا شركا..

ولقد صبر الناس على كثير من الأفاقين الذين كانوا يفدون إلينا من مختلف آفاق الأرض والعجمة بعد لم تفارق ألسنتهم ويتخذون من المسجد الحرام مجالس لهم ولا حديث لهم إلا الشرك وأنواعه والبدع وأصنافها ولم يؤتوا من العلم إلا هذه البضاعة يرددونها صباح مساء رغم أنهم في بلاد هي منبع الإسلام ومهبط الرسالة ومصدر كلمة التوحيد : «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، وقد نشأنا على عقيدة التوحيد الصافية منذ نعومة أظفارنا وقد أذن الله منذ أربعة عشر قرنا ألا يبقي في مكة مشرك ولا يدخلها بعد ذلك اليوم كافر.

ولقد ظل هؤلاء يرددون هذه النغمة حتى سئمها الناس وأصبح الواحد فيهم يقف ويتكلم ..ويتكلم فلا يجد عشرة من الناس يستمعون إليه وكأنه يخطب في واد .ولكن العابر تخترق أذنه مثل هذه الكلمات فتحز في نفسه وتأتي مناسبة كمناسبة العيد تضطرنا للاستماع لمثل هذا القول فنأبى أن نجعل من المسجد ميداناً للمهاترات الكلامية ونشوش علي المصلين ويظل هؤلاء حبلهم على الغارب دون رادع.

هذا موجز لأحاديث الناس في العيد على أثر منع التهليل والتكبير الجماعي قبل صلاة العيد نتيجة للكلام الذي آثاره الرجل الذي وقف بالمسجد يقول للناس: لا تكبروا ولا تهللوا على هذه الصورة لان ذلك بدعة.

أضعها تحت أنظار المسئولين عن عقائدنا وحمايتها والبلبلة التي يحدثها أمثال هؤلاء لوضع حد يمنع هجومهم على عادات البلاد وتقاليدها وجرح مشاعر الناس في عقيدتهم التي هي أعز ما يملكون والله الهادي إلي سواء السبيل.

معلومات أضافية

  • العــدد: 360
  • الزاوية: صباح الخير
  • تاريخ النشر: 8/10/1379ﻫ
  • الصحيفة: الندوة
الذهاب للأعلي