الاثنين, 18 فبراير 2013 20:25

بعد صمت طويل لا أقرأ ما يسمى بأدب شباب وأدب شيوخ!

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

بدأت قصة الأستاذ عبد الله بن خميس مع الصحافة والأدب وهو طالباً في مدرسة دار التوحيد بالطائف عام 1365هـ مراسلاً لجريدة المدينة في الطائف ثم أخذ يواصل نشاطه الصحفي والأدبي بالمقالات والقصائد تلو الأخرى إلى جرائد المدينة وأم القرى والبلاد حتى أخذت تنشر له جريدة البلاد المقالات المطولة في صفحتها الأولى وكانت جريدة البلاد السعودية آنذاك أكبر مشجع له في مواصلة الأعمال الصحفية.

إلى أن أنشأ الشيخ حمد الجاسر مجلته اليمامة في الرياض وأكمل دراسته بكليتي الشريعة واللغة بمكة المكرمة حيث عهد له بالإشراف على طباعة اليمامة في مكة إذ أنه لا يوجد في ذلك الوقت مطبعة في الرياض.

وفي الإحساء أنشأ مجلة (هجر) مجلة دورية سنوية صدر منها عدد واحد.

ونحن في هذا الحديث نكشف عن جوانب عامة في حياة الأستاذ عبد الله بن خميس.

* ما هو رأيكم في صحافة الأمس وصحافة اليوم؟

- في رأيى أن صحافة الأمس خير من صحافة اليوم مع أن المفروض هو العكس لما تمر به البلاد من تقدم ثقافي وعلمي ومادي وطباعي وغير ذلك. إلا أنني أعتقد أن الصحافة الفردية أنجح من صحافة المؤسسات ومن ينظر حالة صحافتنا في ذلك الوقت وحالة الصحافة الآن يدرك البون بين هذه وهذه – لا أقوله في الصورة والخبر والإخراج ولكن في المادة والمادة وحدها.

* أرجو أن تفسر لنا السبب؟

- أعتقد أن الصحفي حينما يقدم على إنشاء صحيفة بدافع من نفسه وبإخلاص لهوايته وبإرادة قوية يريد لها أن تأخذ مكانها الطبيعي في عالم الصحافة يختلف اختلافاً شاسعاً مع مؤسسة يملكها عشرات الأشخاص ولا تجد من الإخلاص للصحافة والاندفاع في سبيل رقيها ونضجها ما يوجد في النوع الآخر وهذا في رأيي هو العامل الأول في ذلك..

* أليست فكرة المؤسسات هي لرفع مستوى الصحافة في بلادنا وإلا ماذا؟

- لا شك أن فكرة المؤسسات الصحفية في هذه البلاد فكرة جيدة على أساس أن تطعم الصحافة بمختلف المستويات العلمية والأدبية والمالية لتكون قوية في مادتها وفي إخراجها وفي استعدادها ولكن الفكرة شئ والتطبيق شئ ثان.. فلابد من نظرة فاحصة لتحقيق الهدف الذي أريد من تطوير صحافتنا وجعلها تتمشى والتطور الذي تمر به بلادنا في شتى المجالات.

* لهذا يظهر من سيادتكم أن المؤسسات الصحفية في بلادنا. اتجاهها على غير ما أنشئت من أجله؟

- قلت فيما سبق أن المؤسسات تضم كفاءة متنوعة قد تتباين رغباتها وميولها ولا أعفي بعض المؤسسات من أن تكون نظرتها المادية أحظى لديها من النظرة الصحفية ولهذا قد يكون ما ذكرته من العوامل المثبطة لصحافة المؤسسات.

* إذا ما هو الحل الذي يراه سعادتكم؟

- الحل الذي يمكن أن يكون مجدياً في هذا الحال أن يطور نظام المؤسسات وأن يوضع على أساس من جعل مصلحة الصحافة فوق كل اعتبار وأن يراعى فيه أن تكون لنا صحافة مقروءة في بلادنا وفي غير بلادنا تشرف البلاد التي تنطلق منها وتعبر عن رأى صحيح وتعطى صفة ووجهاً صحيحاً لبلاد هي أولى بالصحافة القوية الناضجة وهي أولى أن تعبر عن بلاد الإسلام وعن بلاد العروبة وعن منطلقات العرب الأدبية واللغوية وغير ذلك.

* هل يرى سعادتكم أننا بحاجة إلى صحافة متخصصة في الأدب أم أن صحفنا الحالية تفي بالغرض؟

- لا شك أن التخصص الصحفي مطلوب وحتى الآن لم يكن في بلادنا صحافة أدبية متخصصة بالمعنى الصحيح.. والعبرة في الصحف بالكيف لا بالكم وقد يكون عدد الصحف لدينا كافياً إنما الشأن في تطويرها ورفع مستواها وجعلها في مستوى يتواءم وتحدثنا عنه الآن..

* يردد الكثير أن صحفنا صورة طبق الأصل من بعضها – إعلانات وأخبار طبق الأصل. وأنها نشرة الإعلانات فقط فما هو رأيكم فيما يقال؟

- لا بأس من وجود الإعلانات فهي مصدر دخل يساعد الصحيفة على استمرارها. والحكومة تدفع مقابل إعلاناتها إعانات سخية، إلا أنه لو أن الصحف إلى جانب هذه الإعلانات تطعم مادة صحفها بما يغرى ويبعث همة القارئ ويشده إليها لكان ذلك أفضل، وأعتقد أنه لو تم التنسيق بين المؤسسات الصحفية وبين وزارة الإعلام وبين الجهات الحكومية التي تعلن في الصحف وخصص لكل صحيفة جهة ما لنشر إعلاناتها لكان جيداً.

* من هو الصحفي الناجح في رأيكم؟

- في رأيي أن الصحفي الناجح هو الذي يأتي الصحافة عن رغبة وميول وصدق إرادة إلى جانب ما يحمله من المؤهلات الصحفية فيما يتعلق بمادتها قبل كل شيء وإخراجها وطباعتها على أنني أرى أن التمكن اللغوي والقدرة شرط أساسي للصحفي.

وسألت الشيخ عبد الله عن الصحيفة السعودية الناجحة أو التي تحتل المقدمة.. فرفض الإجابة.. لا أدرى هل لأنه مؤسس الجزيرة – ولا يجب مدحها إذا كانت الناجحة في نظره.. أم خوفاً من إغضاب الجزيريين إن أشاد بغيرها على أى حال السر في بطن الشاعر عبد الله بن خميس.. وننتقل من الصحافة إلى الشعر..

* متى كانت بدايتكم لقرض الشعر وأول قصيدة ألقيتها؟

- كان أول ما بدأت قرض الشعر في عام 1365ﻫ وأول قصيدة ألقيتها عام 66ﻫ أمام المغفور له الملك عبد العزيز في الطائف وكنت طالباً حينذاك بدار التوحيد بالطائف وكانت مفاجأة كبيرة لى حين طلب منى رئيس المدرسة أن أمثل الطلبة بقصيدة أتقدم بها بين يدي جلالته إنسان بدأ يحاول قرض الشعر ويخطئ مرة ويصيب الأخرى وليست عنده من الشاعرية المفضلة التي تؤهله بأن يتقدم بين يدي عظيم من عظماء التاريخ بقصيدة يسمعها الكثير والكثير من المسئولين ومن رجال الصحافة والأدب والعلم وغيرهم سوف تكون هذه القصيدة لا تقتصر على أن ألقيها بين يدي جلالته بل لابد أن تنشر وأن تذاع وتشاع بين الناس ثم غير هذا فهو موقف رهيب جداً أن يأتي مثلى طالب يحاول محاولته هذه ويقف هذا الموقف وليس بين يديه ما يشرف ويرفع رأسه. واستجبت لرغبة الشيخ مدير المدرسة وذهبت ونظمت قصيدة من 25 بيتاً وتقدمت بها بين يدي جلالته وألقيتها فقوبلت بالاستحسان من الملك والحاضرين وأخذها الساسى -رحمه الله- وكان آنذاك محرر جريدة أم القرى ونشرها وكانت فرحة لا تعادلها فرحة أن ألقى قصيدة من نظمى بين يدى أعظم شخصية في التاريخ في جزيرة العرب ثم أراها بعد يومين أو ثلاثة وجريدة الحكومة الرسمية.. وهذا أول موقف من مواقف الشعر..

* هل لك دواوين شعر مطبوعة؟

- لم أطبع بعد شعري وهو عندي محفوظ ولكنني على أي حال وإن كان هذا الشعر موجود ففيه الغث والسمين وفيه ما رضيت عنه وما لم أرض عنه وسوف أطبعه في ديوان بعد تهذيبه وتشذيبه وتنقيحه وتصحيحه وإبراز ما يمكن أن يبرز للقراء منه على شكل شعر.

* معروف أن لك نشاطاً في مجالات الأدب الأخرى فماذا ظهر منها حتى الآن؟

- أول كتاب ألفته هو (شهر في دمشق) صدر عام 75هـ تليه (الأدب الشعبي في جزيرة العرب) دراسة عن الشعر الشعبي أو النبطى أو الملحون ويقع في 400 صفحة وإذا كنت أعتز بشئ من إنتاجى فإننى أعتز بهذا الكتاب لأنها دراسة مبتكرة في فن لم يسبق أن درسه أحد ثم كتاب (المجاز بين اليمامة والحجاز) وصف للطريق بين اليمامة والحجاز وما فيه من بلدان وجبال وأودية وكثبان وذكرت القبائل والشعر والأيام والأحداث التي مضت على هذه الأمكنة. ثم كتاب (راشد الخلاوى) وراشد الخلاوى شاعر شعبي من أبرز الشعراء الشعبيين في جزيرة العرب اشتهر بحكمه وأمثاله وحساب الفلك درست هذا الشاعر ودرست شعره وطبع على نفقة سمو الأمير خالد الفيصل – وهناك كتاب أسمه (الشوارد) عبارة عن جمع لما يعلق بألسنة الناس وألحانهم وأمثلتهم وعملت على جمع هذه الموضوعات فى كتاب.

معلومات أضافية

  • العــدد: 1
  • الزاوية: غير معروف
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: عكاظ
الذهاب للأعلي