الاثنين, 08 أغسطس 2011 12:48

الزمن.. في صالح من؟!

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

ما يشغل الناس هذه الأيام ويدور حوله الكلام ويناقش فيه الكثيرون وتختلف فيه الآراء هذا السؤال.

هل الزمن يمضي في صالح احتلال العراق لدولة الكويت وانتصار العدوان.. أم أن ذلك في صالح المعارضين الشاجبين المنددين بهذا العدوان الغاشم الذي خالف جميع الأعراف الدولية والإنسانية والإسلامية؟! والذي استنكره العالم بأسره وطالب بإزالة العدوان حالا وإعادة الشرعية إلى الكويت بعد أن دمره وشرد أهله نيرون بغداد.

يقول البعض أن صدام حسين يحاول بمماطلاته ومبادراته ومغالطاته التي يعرضها هو أو يرسل رسله من أذنابه والسائرين في ركابه يحاول كسب الوقت لتكريس الاحتلال محولا الأنظار إلى قضايا فرعية بعيدة كل البعد عن القضية الأساسية المنكرة – قضية العدوان – فيثير قضية لا أساس لها إلا في خيالة المريض وهي زعمه احتلال قوات أجنبية للحرمين الشريفين فإذا لم تطل على أحد جاء بدعواه حقوقا تاريخية في الكويت فإذا لم يجد برهانا على أية دعوى لجأ إلى شراء الذمم وإرسال الأبواق لترديد هذه الأغاليط وخداع العامة وخاصة الغوغاء الذين يسيرون خلف كل ناعق يرددون ما يقال دون فهم أو إدراك بعد أن يكون قد نثر بسفاهة الذهب الأصفر والدولار الأخضر على هذا النوع من البشر من حملة المباخر.

والذي يؤسف له أنه استطاع إغراء بعض الجماعات الإسلامية المتطرفة في بعض البلاد العربية بإيهامهم أنه على حق بعد أن عمد إلى تزييف الحقائق وتضليل المفاهيم فلا أساس لدعواه احتلال قوات أجنبية للحرمين الشريفين فالمعروف أن هذه المنطقة لم ولن تطأها قدم غير المسلمين وبالتالي بينها وبين قوات الدفاع عن المملكة مسافات شاسعة تزيد على ألف وخمسمائة كيلو متر والحرمان الشريفان يعيشان في أمن الله ورعاية دولة مؤمنة لا يمكن أن تفرط في جنب الله بل تفدي الحرمين الشريفين وكامل ترابها بالنفس والنفيس ولو كره الكافرون.. وهكذا يكون التأخير في صالحه وخدمة الاحتلال.

ونحن نؤيد القول بأن مضى الزمن هكذا في صالح المجرم وأن الضربة القاضية هي الحل الوحيد لأن الحصار لن يحقق استسلاما أو تراجعا طالما أن هناك دولا وحكومات خارج نطاق هذا الحصار ولم تلتزم به والأخبار لا تزال تؤكد ذلك ويزيد الطين بلة استحالة الحصار الجوي الذي سيكون وسيلة من وسائل فك الحصار ولو جزئيا.

كما أن أضرار الحصار لا تقتصر على حاكم العراق ولكنها تتعداه إلى دول أخرى كثيرة ربما ضاقت بالحصار الذي لا ناقة لها فيه ولا جمل وتسللت واحدة بعد أخرى فينفرط العقد أو يفت طول الزمن على الرهائن في عزيمة بعض الدول ويثير شعوبهم وتقع خلافات وتداخلات وتدخل القضية في دوامة الكلام والقرارات التي لا تنفذ وقد يغريه ذلك ويقوي غروره فيتصور نفسه وقد أخاف العالم منه وأعجزهم عن القدرة عليه وأصبح سلطان زمانه فيسدد – على الأقل – ضربة ثانية إلى بلد آخر أو يتجرأ فيسدد (الضربة الأولى) على الجيوش المساندة إما ضيقا بالحصار أو يأسا من تحقيق أحلامه أخذا بنظرية (علي وعلى أعدائي يا رب) وتقع الكارثة التي لا يهمه من أمرها شئ.

ويقول الفريق الأخر أن التأخير في صالح الكويت وقضية احتلاله لاستكمال استعدادات الدفاع عن المنطقة ووضع خطة دقيقة لتأتي الضربة خاطفة وقاضية بعد أن تكون الأقمار الصناعية أوضحت الأهداف وكشفت كل شيء.

ونحن وإن كنا لا نطعن في هذه النظرية لأن في الزوايا خبايا ولعل في جراب الحاوي ما لم نره ولكننا فقط نحسب حساب التفكك والتسلل عندما تختلف المصالح.

فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده.

الذهاب للأعلي