عندما طلب إلى أخى أحمد جعفر الكثيرى أن أكتب كلمة تحت عنوان «رأى» تذكرت قول الشاعر العربى:
الرأى قبل شجاعة الشجعان هو أول وهي المحل الثانى
تذكرته رغم مضى نحو ثلاثين سنة على يوم حفظه وأنا بعد طالب في المدرسة عندما كنا نقف في درس المحفوظات لنعبر بوجوهنا وأيدينا وحركاتنا عن معاني ما نلقيه من شعر.
تذكرته وودت نفسي لو كنت طالباً صغيراً ينشد محفوظاته مستعملاً قسمات وجهه وحركات يديه في تصوير معاني القصيدة.. وددت أن أعود إلى تلك العهود – وهيهات- ولكنها مجرد أحلام تدل على مدى حلاوة سني الدراسة وعهود الصبا ومدى ثقل الحياة الذي يشعر به الإنسان كلما بعدت به الشقة بين تلك الأيام، وتقدمت به السن أو زادت عليه مشاغل الحياة.
وإذا كان الرأي قبل شجاعة الشجعان كما يقول الشاعر – وهو حق في رأيي – فليس من السهل أن يستعجل الإنسان في تكوين رأيه ليخرج فجاً أو مهزوزاً..
هذا بالنسبة للفرد العادي، فكيف بالفرد المسئول الذي يتعلق رأيه بمصلحة الآخرين.
ومن ثمة جاء الإسلام حاثاً على الشورى، داعياً إلى الاستشارة والاستخارة، وما استخارة إلا التفكير وتقليب الأمر على وجوهه واستلهام الله للصواب.
تراني هل أبديت رأياً كما طلب منى أم أنى من شدة الحذر حمت حوله فقط؟!
إنني أترك الإجابة للقارئ.