لست من الذين يتحاملون على النقاش الدائر بين الأستاذين الكبيرين حمد الجاسر وعبد القدوس الأنصاري حول جيم جدة والموضوعات اللغوية الأخرى التي جر إليها النقاش.
أجل لست معهم في الدعوة إلى وجوب وقف هذه المناقشات بحجة أن الناس في أمريكا وأوربا يبحثون موضوعات الصعود إلى القمر واكتشاف أسرار الفضاء نعم لست معهم لأن الحياة – وأعنى حياة الناس بصورة عامة – لا ينبغي صرفها إلى العلوم الكونية، فللعلوم الكونية ناس مؤهلون فطرياً لفهمها.. والخوض فيها وهم قلة، بل أقل من القلة إذا صح هذا التعبير.
ثم أليس في أوروبا وأمريكا شعراء وأدباء وجمهور يخوضون في مثل ما يخوض فيه الناس العاديون بعيداً عن التفكير في الأقمار الصناعية والسفن الفضائية.
ألم يشغل «الخنافس» وهم من أتفه البشر الرأي العام الأوروبي والأمريكي ردحاً من الزمن واهتمت بهم وبأخبارهم وأعمالهم الصحف هناك بل حتى هنا.. هنا في الشرق العربي..؟!
وهل في مقدورنا توجيه الناس جميعاً إلى الاختراع والاكتشاف والاهتمام بتطورات قضايا الفضاء ونحن نعرف ما تتسم به هذه الموضوعات من جمود وتعقيد تضيق به أكثر العقول وتزهق منه أكثر النفوس..
وإذا صح ووقع هذا – وهو غير واقع أصلاً – من يكون للأدب؟ ومن للشعر؟ ومن للغات؟ ومن للقصة؟ ومن للمتعة النفسية والعقلية؟
إن حيوات الناس ينبغي أن تكون مزيجاً من الأدب والعلم من الجد والهزل.. من العمل والاسترخاء بل حتى من اللذة والألم.. والفرح والحزن وإلا أصبحت حياة أقرب إلى الموت منها إلى الحياة، وكان صاحبها إلى الآلة الصماء أقرب منه إلى الروح الإنسانية.
وإذا كانت متعة العالم أو المهتم بالعلوم في الاكتشافات والاختراعات وأخبار الفضاء فإن متعة الأديب والشاعر والمهتم بالأدب واللغة والشعر في الدراسات الأدبية والمساجلات الشعرية، والأبحاث اللغوية وما أكثر هذا الفريق من الناس في دنيا الله الواسعة!!
المقررات المدرسية
من أخبار الصحف أن لجنة شكلت بوزارة المعارف لإعادة النظر في المقررات المدرسية الخاصة بالمدارس الابتدائية وتعديلها وتطوير الكتاب المدرسي، وهي خطوة موفقة مشكورة مقدورة للوزارة.
ولكنى أحب بهذه المناسبة أن استرعى انتباه هذه اللجنة إلى أن المقررات الدينية والأسلوب الذي وضعت به وعدم ملاءمة هذا الأسلوب لسن الطلاب في المرحلة الابتدائية يوجب وضع مقررات جديدة في الفقه والتوحيد والحديث بأسلوب العصر المبسط الذي يرغب الطالب في الاستزادة من ثقافته الدينية.
ولا أريد الوقوف عند الكتاب المدرسي في المرحلة الابتدائية بل لابد من إعادة النظر وتأليف مقررات دينية للمراحل الأخرى فقد استعصى على أن أشرح مقرراً في مرحلة الإعدادية عن الشفعة لشدة ما اعتور عبارة الكتاب من تعقيد ونفس الشيء بل أشد منه في شرح أحكام الزكاة في مقرر ابتدائي.
اعتقد أن معالي الوزير صاحب الأسلوب الشيق في الكتابة يشاركني الرأي في أنه قد آن الأوان كي تقدم أحكام الإسلام وآدابه للطلاب في أسلوب جديد مبسط وبطريقة محببة ميسرة بعيداً عن ثقل العبارات الفقهية حذوا لقذة بالقذة من مؤلفات وضعت قبل عدة قرون.
مجمع الحج
في رسالة من قارئ كريم جاء فيها قوله: منذ سنوات وأنا أقرأ في الصحف عن مشروع لدى وزارة الحج بإنشاء مجمع لدوائر الحجاج في أم الدود بدلاً عن هذه الخيام والصناديق التي تقام كل عام في مدخل مكة.
هذه الخيام والصناديق التي تقام كل عام لموظفي الجوازات والنقابة والسؤال ووزارة الحج وإذا لم تخني الذاكرة فقد قرأت أيضاً عن رصد المبلغ المخصص لهذا المشروع وتقديره نصف مليون ريال منذ ثلاث سنوات ضمن ميزانية وزارة الحج والأوقاف ووضعت له جميع المخططات الهندسية ووفق عليها ولم يبق إلا الشروع في التنفيذ إلا أنه سكت عنه أخيراً سكوتاً مطبقاً ولم يعد يذكر وما زال هذا المنظر في هذا المدخل الهام لمكة كما هو: مخيمات.. وصناديق وصورة تتنافي مع أعمال التحسين التي تقوم بها أمانة العاصمة.
واختتم القارئ الكريم رسالته بأن طلب منى أن أقوم بدور المذكر لوزارة الحج والأوقاف لعلها تنبش عن ملف هذا المشروع ومبلغه وتعمل على إخراجه من الظلمات إلى النور والذكرى تنفع المؤمنين.
وها أنا قد بلغت.. اللهم أشهد..
التلفزيون في مكة
.. وآخرون من مشاهدي التلفزيون في مكة ألحوا على في عرض وجهة نظرهم على وزارة الإعلام وهي عدم تمكنهم من مشاهدة التلفزيون في مكة كما ينبغي وضعف الإرسال في أكثر الأحيان ورجائهم الإسراع في إنشاء محطة تقوية لإجلاء الرؤيا وتحسين الصوت وإزالة الغشاوة ويزيدون بأن مهمة التلفزيون الإعلامية ينبغي أن يراعى فيها مكة لكثرة ما يقيم فيها من حجاج ووفود.
وأنا اعتقد أن هذه الملاحظة موضع تفكير المسئولين عن التلفزيون ولكنى أذكر مجرد ذكرى واستحثاث على الإسراع.
الامتحانات والصيف
يلاقى طلابنا أشد العناء لوقوع موسم الامتحانات في أشد فصول الصيف لهيباً وسموماً وهو فصل الجوزاء ولا يسع المرء إلا أن يدعوا الله لهم بالعون على أداء هذه المهمة الشاقة في هذا القيظ الذي يبعث على السأم ويضيق العطن.
وتدور حول هذه القضية أحاديث شتى.. فمن قائل أن الحل هو تقديم الامتحانات بحيث تنتهي بانتهاء فصل الثور وتبدأ العطلة من الجوزاء ولا بأس أن تبدأ السنة الدراسية في أول السنبلة لأن أول الدراسة ليس كآخرها وفي وسع التلاميذ أن يتحملوا حرارة السنبلة في أول السنة الدراسية وفي الوقت نفسه دائماً يمضى الشهر الأول من السنة الدراسية بدون دراسة جادة.
هذا ما يقترحه كثيرون.. وهناك من يقول بأنه إذا تعذر مثل هذا الإجراء لأسباب قد لا تدركها عقولنا فإن في وسع وزارة المعارف أن تجهز للطلاب صالات مكيفة ولو بطريق العارية كمستشفي منى بالنسبة لطلاب مكة وأي صالات أخرى مماثلة بالنسبة لطلاب المدن الأخرى الحارة معاونة للطلاب على أداء الامتحان في جو مشجع.
وأنا شخصياً أرجح الاقتراح الأول لأنه أيسر وأعم.