الاستفادة من الكفاءات السعودية على أوسع نطاق مطلب وطني تقتضيه أحوالنا وحاجاتنا.
وقد أثار سعادة الصديق الدكتور عبد الله حسين باسلامه في هذه الصحيفة موضوع هذه الاستفادة في مجال الطب والأطباء.
وقد سبق لي أن أثرت هذه القضية منذ سنوات وقلت أن في جامعاتنا كفاءات وطنية على أعلى مستوى في الطب وغير الطب غير أن جهودهم وعطاءهم محصور بين جدران الجامعة مع إمكانية الاستفادة منهم خارجها لأن أوقاتهم تسمح بذلك.
وقد كانت حجة وزارة الصحة والجامعات أنها تصرف للأطباء بدل تفرغ ولهذا يجب عليهم عدم العمل في غير وظائفهم.
وقد قلت يومها في مسيس الحاجة إلى هذه الكفاءات وخاصة أن أكثر مستشفياتنا الأهلية تستقدم أطباء من الخارج لا يزيدون على مستوى كفاءاتنا الوطنية وفي الإمكان تخيير الطبيب السعودي بين أخذ بدل التفرغ أو الاكتفاء براتبه الأساسي وإتاحة العمل له بالمستشفيات الأهلية أو فتح عيادات خاصة في أوقات فراغه من وظيفته للإفادة والاستفادة وقد لاحظنا أن كثيرا من الأطباء غير السعوديين وبعض السعوديين فضلوا الاستقالة من وظائفهم الحكومية وتفرغوا لعياداتهم فاستفادوا وأفادوا المواطنين غير أن المهتمين من أساتذة الجامعات بالدراسات وتنمية معلوماتهم والتدريس في الطب أثروا البقاء في مواقعهم مضحين بكل ما يمكن أن يستفيدوا من العمل خارج الجامعة مكرهين على عدم تقديم خدماتهم للمواطنين.
باستثناء عدد بسيط منهم حاول خدمة المواطنين وتحسين أوضاعهم المعيشية عن طريق العمل في المستشفيات الخاصة في أيام أجازاتهم لذلك فإننا نكرر الدعوة إلى تخيير هذه الكفاءات السعودية بين بدل التفرغ والسماح لهم بالعمل خارج الجامعات والمستشفيات الحكومية ففي ذلك خدمة مزدوجة للوطن والمواطنين ومعاشاتهم أنفسهم بدلا من ترك ذلك للأطباء المستقدمين من الخارج وللحق فإن المستشفيات الخاصة استقطبت كثيرا من هؤلاء الأطباء واكتشفت فيهم كفاءات ممتازة وكذلك المواطنون وخاصة أن إمكانيات مستشفيات الجامعة لا تلبي الطاقات الموجودة.