من المفارقات التي تمر بالندوة أو تمر بها الندوة هذه الظاهرة العجيبة.
كبار.. بل كبار جداً تنشر الندوة ملاحظات القراء على أعمالهم بل نقداتهم فيقدرون رسالة الصحافة النظيفة الهادفة ويقابلون تلك الملاحظات والنقدات بالاهتمام وما لم يكن منها صحيحاً يردون عليه بالتي هي أحسن وتظل الندوة وكتابها محل تقديرهم لا يحنقون ولا يحقدون ولا ينقمون!
وصغار.. نعم صغار وربما كانوا صغاراً جداً وأكثر من ذلك ربما كان للندوة فضل في تسليط الأضواء عليهم والأخذ بيدهم حتى إذا كبروا قليلاً وأشتد ساعدهم كان أول عمل بطولي يقومون به هو تصويب سهامهم إلى الندوة وكتاب الندوة وكأنهم المعنيون بقول الشاعر:
أعلمه الرماية كل يوم فلما أشتد ساعده رماني
هؤلاء الصغار على مختلف درجاتهم لا تكاد تنشر الندوة نقداً أو ملاحظة أو حتى تمعن في تدليلهم فتحاول أن ترسل إليهم أولى الملاحظات وثانيتها بل وثالثتها رغبة منها في أن يعملوا على إصلاح الوضع داخلياً .. فإذا لم يفد هذا الأسلوب اضطرت الندوة إلى النشر .. لا تكاد تنشر الندوة شيئاً من ذلك في أرق عبارة وأدب أسلوب حتى يتنكروا لها ويرغوا ويزبدوا ويهددوا ويوعدوا متناسين كل فضل سابق.. أو خير سالف . ويتحرشون بالندوة وأسرة تحريرها !! وكأنهم في معركة حاروية ينقصها «الحزام والشون».
وتبدأ المضايقات بمختلف الوسائل وأسكت هنا عن ذكر شيء من هذه المضايقات إلى الوقت المناسب.
وكل ما أرجوه من هؤلاء الصغار أن يكبروا.. لا في مناصبهم أو أجسامهم ولكن في عقولهم ونفوسهم وأعمالهم ليسلكوا في مصاف الكبار بحق.
وستظل الندوة دائماً حرباً على كل مهمل ومقصر ومنحرف وعوناً وسنداً لكل محسن مستقيم والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل.