الاثنين, 22 أبريل 2013 16:55

أجب يا فصيح الأهرام

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

في عدد الأهرام الصادر بتاريخ 21-9-1962 نشر كبير أجهزة أبواق الدعاية الناصرية في مقاله الأسبوعي الذي ينشره بالأهرام تحت عنوان بصراحة، ما أسماه خطر الوثائق وزعم أنه نص الخطابين المتبادلين بين كيندى وعبدالناصر عن قضية فلسطين.

نشر ذلك كرد على اتهام الفريق الواعي من العرب لعبد الناصر بالاتفاق مع أمريكا على تجميد قضية فلسطين.

ونحن هنا لا نريد أن نقول: وما الذي يقنعنا أن هذا المنشور هو النص الحقيقي الناصري بعد أن ضربت أبواق الناصرية الرقم القياسي في الكذب والافتراء والتزوير والاختلاق بدليل ما كنا نسمعه ونقرأه عن بلادنا مما لم يحدث ولم يقع.. لا نريد أن نقول هذا ولكننا نطلب من هذا البوق الكبير أن يرد وفى نفس المكان على أسئلتنا هذه.. لأنها الأسئلة الحائرة التي تدور في أدمغة كل العرب من غير المؤمنين بالناصرية إيماناً أعمى ولا يجدون لها تفسيراً:

1- ما هو المبرر لإقامة قوات الطوارئ الدولية على الحدود بين إسرائيل ومصر؟! ولمصلحة من ؟ هل لحماية مصر من الغزو الإسرائيلي؟! أم لحماية إسرائيل من غزو الفدائيين؟! ولماذا قبلته مصر إن لم تكن طلبته؟! وإذا كان لحماية مصر فأين جيشها المسمى (القوة الضاربة في الشرق الأوسط)؟! ألا يكون من المخزي أن يعجز جيش مصر عما قدر عليه جيش الأردن البلد الصغير في نظركم – القوى بإيمانه الواثق من نفسه وإذا كانت إسرائيل في ذعر حقاً من مصر كما تردد أجهزة الدعاية الناصرية فلماذا لا نضاعف من ذعرها – لعلها تسلم – ونطلب سحب قوات الطوارئ الدولية من أراضينا ونوفر ما نصرفه عليها؟! وإذا كانت لحماية إسرائيل فلماذا لا نطالب بأن تقيم على أرض إسرائيل وعلى نفقتها؟!

2- حملة السويس التي تهلل لنتائجها أبواق الدعاية الناصرية وتعتبر أنها خرجت منها منتصرة وتحتفل بذلك اليوم باسم يوم النصر وتزغرد وتغنى «انتصرنا.. انتصرنا» من الذي خرج منها منتصراً بحق وحقيق؟! إسرائيل أم الناصرية؟!

كل الواعين من شباب العرب يعتقدون أن إسرائيل حققت أهدافها من الحملة وكانت أهدافها تنحصر في:

1- حماية أراضيها من غزو الفدائيين العرب.

2- فك الحصار عنها عبر خليج العقبة.

ومن الواضح جداً أنه لم يكن هدفها ضم القطر المصري إلى إسرائيل أو إلغاء تأميم القناة، وقد حققت هدفيها مع اغتنام كمية كبيرة من الأسلحة غنمتها إثر انسحاب الجيش المصري من سيناء.

ولهذا فنحن نسأل لماذا وقد انتصرت الناصرية – على حد زعمها – لم تمنع بواخر إسرائيل من اختراق خليج العقبة كما كان قبل الحملة ؟! إن بعض المراقبين يقولون أن الناصرية فتحت خليج العقبة لإسرائيل ثمناً لمساعدة أمريكا لمصر في صد العدوان الثلاثي فهل هذا صحيح؟! إذا لم يكن صحيحاً فلماذا لم يقفل كما كان من قبل إذ أن المنتصر دائماً يملى شروطه ولا يملى عليه وإذا كان صحيحاً فهلا يعد خيانة؟!

3- ما هو المبرر لتكرار الرئيس عبد الناصر في خطاباته إرجاء الجولة الثانية في فلسطين ، تارة تحت ستار القضاء أولاً على حكام العرب ممن لا يدورون في فلكه و تارة أخرى باسم استكمال الاستعداد الذي يحتاج إلى أمد طويل؟!

بعد عشر سنوات من الخطب النارية والجعجعة الفارغة والاستعدادات الجبارة وغزو الفضاء وخلق الرعب والفزع في قلب إسرائيل يقول سيادة الرئيس «لسه بدري» لم يحن الأوان للجولة الثانية وأمامنا طريق طويل.. فهل يمكننا أن نعرف متى يحين هذا الأوان؟! وماذا بعد الصواريخ والفزع والرعب هل ننتظر حتى تكون عند إسرائيل صواريخ أقوى، وأسلحة أفتك لينقلب الفزع إلى قلوبنا ونبدأ من جديد في عشر سنوات أخرى نستعد ونقوى إمكانياتنا الحربية وهكذا دواليك حتى يرث الله الأرض ومن عليها؟!

أم أنكم في انتظار أن يستبد الفزع والرعب بإسرائيل فتخلى لكم الأرض وتلوذ بالفرار وتكون معركة بيضاء..؟!

ثم.. ما لكم والملوك العرب وحكام العرب؟! هل صدكم أحد منهم عن اتخاذ أي موقف؟! وهل بلغ بكم التشاؤم أن أحداً منهم سيقف بجانب إسرائيل ؟ إن عددكم أكثر من مجموع عدد دول المنطقة ، وجيشكم على حد – زعمكم – أقوى من جيوش الدول العربية مجتمعة داخل المنطقة وخارجها فلماذا لا تدعونهم جانباً وتتفرغوا لمهمتكم في إنقاذ فلسطين إن كنتم صادقين؟!

أليس هذا الموقف يدل على أن في الأمر سراً خفياً يمنعكم من الجولة الثانية؟! وبماذا يمكن أن يفسر غير أنه حظر عليكم من جهة أقوى ؟ وما هو الثمن لهذا الحظر؟!

وهلا يعد قبض هذا الثمن خيانة؟!

هذه ثلاث نقاط نود من فصيح الأهرام ، وخطيبها المفوه ، والمطلع على بواطن الأمور وصوت سيده الأول أن يجلوها لنا ، لا لشيء إلا رغبة في معرفة الحقائق فهل يفعل ؟ أم يلوذ بالصمت كعادته عندما يفحم؟!

معلومات أضافية

  • العــدد: 1132
  • الزاوية: كل صباح
  • تاريخ النشر: 1/5/1382ﻫ
  • الصحيفة: الندوة
الذهاب للأعلي